صدمة إنسانية وردود فعل واسعة

مجزرة بحق الطفولة: الطبيبة آلاء النجار تفقد 9 من أطفالها في غارة إسرائيلية

profile
  • clock 25 مايو 2025, 2:59:28 م
  • eye 446
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الطبيبة التي عالجت الأطفال ودفنت أبناءها

متابعة: محمد خميس

في مشهد يلخص وحشية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تحوّلت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، أخصائية الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، إلى عنوان للمأساة، بعد أن فقدت تسعة من أطفالها في غارة إسرائيلية دموية استهدفت منزلها بينما كانت تواصل عملها الإنساني في معالجة أطفال غزة.

أم لضحاياها: الطبيبة التي عالجت الأطفال ودفنت أبناءها

آلاء النجار، أمٌ لعشرة أطفال، غادرت صباح يومٍ مأساوي إلى عملها بصحبة زوجها الطبيب حمدي النجار. دقائق فقط بعد أن عاد الزوج إلى المنزل، سقط صاروخ إسرائيلي على منزل العائلة، لينتزع الحياة من تسعة من أطفالهم:
يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا.

أما الطفل العاشر، آدم، فقد نجا بجروح خطيرة، بينما نُقل زوجها إلى قسم العناية المركزة بعد إصابته.

هذا الهجوم الذي استهدف أكثر من مجرد هدف عسكري، حوّل الطبيبة آلاء إلى رمز حي للأم الفلسطينية المكلومة التي لا تكتفي بأداء واجبها الإنساني، بل تدفع أيضًا ثمنًا شخصيًا فادحًا لا يُطاق.

صدمة إنسانية وردود فعل واسعة

وقد أثارت هذه الجريمة موجة غضب وتعاطف عربي ودولي، حيث وصفها ناشطون وأكاديميون وسياسيون بأنها جريمة مكتملة الأركان بحق الإنسانية، فيما اعتبرها البعض دليلاً على الاستهداف الممنهج لعائلات الطواقم الطبية في غزة.

وقال الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، عبر منصة "إكس":"ما تعيشه الكوادر الطبية في غزة لا يمكن وصفه. الاحتلال لا يستهدف الأطباء فحسب، بل يمعن في الإجرام باستهداف عائلاتهم بالكامل."

أصوات من العالم: هذا ليس مجرد عدوان... إنها جريمة ضد الإنسانية

من جهته، قال أستاذ الدراسات الفلسطينية محسن صالح:
"ما أعظم المرأة الفلسطينية، وما أبشع الاحتلال، وما أعجز العالم العربي والإسلامي والدولي."

أما الأكاديمي الكويتي خالد العتيبي، فكتب:
"يريدون كسر صمود الأطباء الأبطال بقتل أسرهم... عدو خسيس وحشي لا يعرف للإنسانية وجهًا."

وأضافت هيئة علماء فلسطين في تعليقها:
"آلاء كانت تُسعف الأطفال وتطمئن الأمهات، ولم تكن تعلم أن هذا اليوم ستتلقى فيه جثامين أبنائها، وقد سبقوها إلى الفردوس. في صمتها وجع لا يُوصف، لكنها منارة عزّ لغزة الصابرة."

دعوات للمحاسبة والعقوبات الدولية

الناشط صلاح صافي وصف ما حدث قائلاً:
"هذه ليست مجرد مأساة عابرة، بل جريمة مكتملة الأركان. آلاء، التي كرّست عمرها لتطبيب أطفال غزة، شاهدت أطفالها يحترقون أمام عينها، بلا ملامح ولا وداع."

أما من النرويج، فقد ظهر الطبيب الإنساني مادس غيلبرت في مقطع مصور مؤثر، واصفًا المجزرة بأنها:
"جريمة ضد الإنسانية"، داعيًا إلى فرض عقوبات فورية على إسرائيل ومقاطعتها دوليًا.

في السياق ذاته، كتب السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي أوليفييه فور عبر حسابه على "إكس":
"غير إنساني... وحشي... الدكتورة آلاء النجار، طبيبة أطفال فلسطينية في مستشفى خان يونس، تلف أطفالها بالأكفان بعد أن قتلوا في غارة إسرائيلية أثناء قيامها بعلاجهم في المستشفى."

 الطفولة تُدفن والعدالة غائبة

قصة الطبيبة آلاء النجار، ليست حادثة فردية، بل عنوانٌ لجريمة مستمرة ترتكب يوميًا بحق المدنيين في غزة، حيث تُقصف المنازل، وتُدفن العائلات، ويُستهدف الأطباء بدلًا من أن يُحموا. وبينما يسود صمت دولي مخجل، تبقى صور الجثامين الصغيرة، وصوت الصراخ المكبوت في قلب أمٍّ منكسرة، شاهدًا على عار إنساني لا يُمحى.

التعليقات (0)