غزة في قبضة الموت... هل يتحرك الضمير العالمي؟

غزة تحتضر: مستشفى "شهداء الأقصى" يحذر من مجاعة قاتلة وانهيار كامل للمنظومة الصحية

profile
  • clock 3 أغسطس 2025, 6:25:33 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

"المجاعة في مرحلتها الخامسة والوفيات في ازدياد"... الدقران يكشف أرقامًا صادمة وتفاصيل مرعبة عن الوضع الإنساني

حذر خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة، من دخول المجاعة في القطاع إلى المرحلة الخامسة، مؤكداً أن الوضع الصحي ينهار بوتيرة متسارعة بفعل سياسة تجويع متعمدة ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، في ظل غياب فعلي للمساعدات الإنسانية.

وقال الدقران، في تصريح صحفي اليوم الأحد، إن "ضحايا سوء التغذية في تصاعد مستمر، حيث تم تسجيل 175 حالة وفاة بسبب المجاعة، بينها 6 وفيات خلال الـ24 ساعة الأخيرة فقط، إضافة إلى آلاف الإصابات بالأمراض المرتبطة بسوء التغذية".

إدعاءات الاحتلال حول المساعدات "عارية عن الصحة"

ووصف الدقران مزاعم الاحتلال بشأن إدخال مساعدات غذائية وطبية إلى قطاع غزة بأنها "ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة"، مؤكدًا أن ما يتم إدخاله فعليًا لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للسكان.

وأضاف: "غالبًا ما تتم مصادرة شحنات المساعدات من قبل جماعات مسلحة تنشط قرب المعابر، في ظل غياب آليات رقابة محايدة، ما يجعلها تصل إلى المدنيين بنسبة ضئيلة للغاية".

"غزة الإنسانية": غطاء إنساني لجرائم ممنهجة

اتهم الدقران المؤسسة الأميركية "غزة الإنسانية"، التي تأسست عقب اندلاع العدوان في أكتوبر 2023، بتحويل مراكز توزيع المساعدات إلى "مصائد موت"، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال يفتح النار بانتظام على المدنيين المتجمعين قرب نقاط التوزيع، ما أدى إلى سقوط مئات الجرحى والشهداء.

وبحسب تقارير طبية محلية ودولية:

أكثر من 1500 فلسطيني استشهدوا منذ بدء المؤسسة الإشراف على المساعدات في مايو/أيار الماضي.

أكثر من 10 آلاف جريح سقطوا برصاص الاحتلال أو متعاقدين مرتبطين بالمؤسسة.

مراكز التوزيع باتت أهدافًا متكررة لهجمات إسرائيلية.

كارثة صحية وبيئية غير مسبوقة في المستشفيات

أشار الدقران إلى أن نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات تجاوزت 300%، مما أجبر الطواقم الطبية على علاج المرضى في الممرات والساحات. وفي أقسام الأطفال، يُضطر الأطباء لوضع 3 إلى 4 أطفال على سرير واحد، وسط بيئة صحية متدهورة، وانتشار الجرذان والحشرات في أماكن النزوح والمستشفيات.

وأكد أن المنظومة الصحية في غزة على وشك الانهيار الكامل، محذرًا من "كارثة صحية ستكون لها تداعيات إقليمية إذا استمر تجاهل المجتمع الدولي لها".

زيارات "استعراضية" تغطي الجرائم

ويأتي هذا التصعيد في وقت زار فيه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أحد مراكز المساعدات في رفح، وسط اتهامات من منظمات حقوقية بأن مثل هذه الزيارات تُستخدم كغطاء سياسي لتبرير استمرار الجرائم ضد المدنيين تحت شعار "الاستجابة الإنسانية".

دعوات لمساءلة "غزة الإنسانية" دوليًا

تتزايد الدعوات الحقوقية لمحاسبة مؤسسة "غزة الإنسانية" على ما وصفته تقارير دولية بأنه "خرق صارخ لمبادئ العمل الإنساني"، مشيرة إلى:

عدم التزام المؤسسة بالحياد والاستقلالية.

استغلال المساعدات كوسيلة ضغط أمني وسياسي على سكان غزة.

تواطؤ ميداني مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وطالبت منظمات يهودية وأميركية وحقوقية أخرى بضرورة إجراء تحقيق دولي عاجل في الانتهاكات المرتكبة، ووضع حد لتحويل الإغاثة إلى أداة قتل ممنهج.

غزة في قبضة الموت... هل يتحرك الضمير العالمي؟

الأرقام صادمة، والمشاهد مفجعة، والكارثة تتسع. قطاع غزة يدخل مرحلة الانهيار الكامل في الغذاء والصحة والكرامة الإنسانية. فهل سيبقى المجتمع الدولي مكتوف الأيدي؟ أم آن الأوان لتحرك حقيقي يوقف هذه الإبادة تحت مسمى "الإغاثة"؟

التعليقات (0)