-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
المناضل جورج عبد الله يعود إلى بيروت وسط استقبال شعبي حاشد
بعد 41 عامًا خلف القضبان
المناضل جورج عبد الله يعود إلى بيروت وسط استقبال شعبي حاشد
-
25 يوليو 2025, 1:06:56 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
وصل المناضل اللبناني جورج عبد الله، صباح اليوم الجمعة، إلى مطار بيروت الدولي، بعد أن انتزع حريته من السجون الفرنسية التي أمضى فيها أكثر من أربعة عقود. وفور وصوله، احتشد الآلاف من اللبنانيين في المطار وعلى طول طريق المطار، حاملين الأعلام اللبنانية والفلسطينية، ومرددين شعارات وطنية وثورية، في مشهد أعاد إلى الأذهان عودة الأسرى الأبطال من ساحات النضال الطويلة.
وبحسب مراسل قناة "الميادين"، توجه موكب عبد الله فورًا شمالًا باتجاه بلدة القبيات، مسقط رأسه في محافظة عكار، حيث تنتظره هناك مراسم استقبال شعبية ورسمية واسعة، تعبيرًا عن مكانته الرمزية في ذاكرة الحركة الوطنية اللبنانية والعربية، لا سيما لدوره التاريخي في دعم المقاومة الفلسطينية ومناهضة الاستعمار والإمبريالية.
فرنسا تُفرج عنه… وتمنعه من الكلام
الإفراج عن عبد الله جاء في وقتٍ مبكر عن الموعد المقرر بيوم واحد، في خطوة فاجأت المتابعين، ورافقها منع فرنسي مشدد له من الإدلاء بأي تصريحات صحفية أو علنية قبيل ترحيله. وأفاد موفد "الميادين" من العاصمة الفرنسية باريس أن عبد الله يتمتع بصحة جيدة، وأنه تعامل مع إجراءات الترحيل بصمت تام، احترامًا للاتفاق الذي يُعتقد أنه فُرض عليه قبيل خروجه.
وكان القضاء الفرنسي قد أصدر في 17 يوليو الجاري قرارًا بالإفراج عن عبد الله، بعد معركة قانونية طويلة ومعقدة استمرت لسنوات، خضعت خلالها الحكومة الفرنسية لضغوط أمريكية وإسرائيلية مكثفة للحيلولة دون إطلاق سراحه، رغم أنه أنهى محكوميته منذ أكثر من 25 عامًا.
"انتصار للحريات"
وقال إبراهيم الحلبي، أحد أعضاء الحملة الدولية للإفراج عن جورج عبد الله، في تصريح للميادين، إن هذا اليوم لا يمثّل انتصارًا لعبد الله وحده، بل هو "يوم انتصار كبير للحريات، وللشعوب التي تكافح ضد الاستعمار والاحتلال، وهو انتصار أيضًا للبنان ولكل من دافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها".
وكانت الحملات التضامنية قد تصاعدت في الأشهر الأخيرة، وشهدت نشاطًا واسعًا داخل فرنسا وخارجها، مطالبة بالإفراج الفوري عن عبد الله، لا سيما في ظل تجاوزه منذ سنوات طويلة الحد الأدنى من محكوميته. كما نظمت تظاهرات ووقفات احتجاجية دورية أمام السجون الفرنسية، شارك فيها ناشطون فرنسيون وعرب وأوروبيون، رفعوا صور المناضل وهتفوا باسمه.
مقاوم لم ينكسر
جورج عبد الله، الذي يُعد أحد أبرز رموز المقاومة المناهضة للإمبريالية في لبنان والعالم العربي، قضى أكثر من 41 عامًا في سجون فرنسا بسبب نشاطه في صفوف "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية"، وهي تنظيم ماركسي أممي ناصر القضية الفلسطينية وواجه النفوذ الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
لم يعترف عبد الله يومًا بالمحكمة الفرنسية التي أدانته، واعتبر أن ما قام به كان جزءًا من "مقاومة مشروعة ضد الاحتلال والقمع"، مشددًا في جميع رسائله من داخل السجن على تمسكه بالثوابت الوطنية ورفضه المساومة أو التوبة.
اليوم، يعود جورج عبد الله إلى أرضه حرًا، بعدما صار رمزًا من رموز النضال الأممي، ومثالًا حيًا على صلابة المناضلين الذين لا تنكسر إرادتهم، ولا تفقد قضاياهم قيمتها مهما طال الزمن.










