-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
ما وراء "المدينة الإنسانية" في رفح: مشروع تهجير قسري بغطاء إنساني؟
خلافات داخلية في كيان الاحتلال حول جدوى المشروع
ما وراء "المدينة الإنسانية" في رفح: مشروع تهجير قسري بغطاء إنساني؟
-
14 يوليو 2025, 7:16:08 م
-
458
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في خضم الحرب المستمرة على قطاع غزة، تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الترويج لمشروع يُعرف باسم "المدينة الإنسانية" جنوب القطاع، على أنه مبادرة إغاثية تستهدف حماية المدنيين الفلسطينيين. غير أن حقائق هذا المشروع بدأت تتكشف تدريجيًا، لتكشف عن أبعاد سياسية وأمنية يُنظر إليها على نطاق واسع كمحاولة لإعادة إنتاج سياسة التهجير القسري تحت عباءة إنسانية.
مشروع "المدينة الإنسانية": حملة دعائية تخفي النوايا الحقيقية
تحاول الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو تقديم المشروع كحل إنساني يُنظم عمليات الإغاثة. لكن، وعلى أرض الواقع، تصاعدت التحذيرات من أن المشروع يهدف إلى تجميع عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في منطقة مغلقة قرب الحدود المصرية، بعد تهجيرهم قسرًا من شمال ووسط غزة.
وبحسب التقارير، فإن المشروع يُخطط لنقل ما لا يقل عن 600 ألف فلسطيني إلى هذه "المدينة" في مرحلتها الأولى، بعد إخضاعهم لفحوصات أمنية صارمة ومنعهم من العودة إلى منازلهم الأصلية، مما أثار موجة رفض داخل وخارج كيان الاحتلال.
خلافات داخلية في كيان الاحتلال حول جدوى المشروع
الجدير بالذكر أن هذا المشروع أثار خلافات حادة داخل حكومة الاحتلال، بين القيادة السياسية والعسكرية. حيث عبّر عدد من المعارضين في الكيان عن رفضهم التام للخطة، وذهب البعض إلى وصفها بـ"معسكر اعتقال" و"مخطط تطهير عرقي".
رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت وصف المشروع بأنه "معسكر تطهير عرقي"، بينما اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد أنه لا يمت للإنسانية بصلة، وأعلن جيش الاحتلال بدوره تحفظه على المشروع، مما يدل على وجود انقسام داخلي حول أخلاقيته وجدواه.
انتقادات قانونية: "خرق فاضح للقانون الدولي"
على الصعيد القانوني، أثارت الخطة موجة انتقادات من داخل كيان الاحتلال نفسه. حيث وجّه 16 أستاذًا ومحاضرًا في القانون رسالة مفتوحة إلى وزير الحرب ورئيس الأركان، أكدوا فيها أن المشروع يُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وقد يرقى إلى جريمة إبادة جماعية وفقًا للقانون الدولي.
وجاء في الرسالة: "نحذّر من الخروقات القانونية الفادحة في خطة تجميع سكان غزة في ما يُسمى بمدينة إنسانية تُقام على أنقاض رفح، ونؤكد أنها تمثل نقلًا قسريًا ممنهجًا يرقى إلى جريمة حرب."
موقف "الأونروا": "المدينة" ليست إنسانية
في بيان رسمي صدر يوم الخميس، أكد المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، أن المخطط الإسرائيلي "لا يمت إلى الإنسانية بصلة"، محذرًا من إنشاء معسكرات ضخمة ومكتظة على الحدود مع مصر، تستوعب أجيالًا من الفلسطينيين الذين عانوا التهجير لعقود.
وأشار لازاريني إلى أن هذه الخطوة لن تخفف المعاناة، بل ستُكرّس واقعًا كارثيًا جديدًا، محذرًا من تكرار سيناريوهات التهجير الجماعي على أسس قسرية.
هل هي "مدينة إنسانية" أم بوابة لتهجير منظم؟
في ظل المعطيات القانونية والسياسية والإنسانية، يُجمع كثير من المراقبين على أن "المدينة الإنسانية" المزعومة ليست سوى غطاء لمخطط تهجير قسري واسع النطاق، تحاول فيه إسرائيل إعادة تشكيل المشهد الديمغرافي في قطاع غزة بالقوة.
ومن هنا، تطرح الخطة علامات استفهام كبيرة حول مستقبل مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين قد يجدون أنفسهم محاصرين في "مدينة" تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وسط انعدام الضمانات الدولية لحمايتهم أو السماح بعودتهم إلى مناطقهم الأصلية.










