الهجمات السيبرانية كأداة استراتيجية

ما هي طبيعة الرد الإيراني المتوقعة بعد ضربات فوردو ونطنز؟

profile
  • clock 22 يونيو 2025, 12:11:38 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

خاص موقع 180 تحقيقات

مع استمرار التصعيد بين طهران وواشنطن في أعقاب الضربات الجوية الأميركية على منشآت نووية إيرانية حساسة كفوردو ونطنز وأصفهان، يزداد التركيز على سيناريوهات الرد الإيراني. ورغم أن طهران لم تعلن حتى الآن عن توقيت وشكل ردها، إلا أن المؤشرات السياسية والعسكرية تُشير إلى أن الرد سيكون مدروسًا ومتعدد الأبعاد.

أولًا: ضربات موضعية ضد القواعد الأميركية

السيناريو الأول المرجّح يتمثل في تنفيذ ضربات محدودة ضد قواعد أميركية في الخليج أو العراق، باستخدام صواريخ دقيقة أو طائرات مسيّرة. ويهدف هذا النوع من الهجمات إلى إيصال رسالة ردع مباشرة دون التسبب في تصعيد شامل، وهي مقاربة سبق أن استخدمتها إيران بعد اغتيال قاسم سليماني في 2020.

ثانيًا: استنزاف عبر الأذرع الإقليمية

من المتوقع أن تلجأ إيران إلى أذرعها الإقليمية لتطبيق سياسة الاستنزاف غير المباشر، عبر تحركات تشمل:

الحوثيين في اليمن، الذين قد يستأنفون استهداف السفن أو القواعد الأميركية في البحر الأحمر والخليج.

"حزب الله" في لبنان أو الحشد الشعبي في العراق، لتنفيذ عمليات محدودة ضد مصالح أميركية أو حلفائها.

هذه التكتيكات تمنح إيران القدرة على التصعيد التدريجي دون تحمّل مسؤولية مباشرة، مما يربك حسابات الخصوم ويؤجل الرد العسكري الشامل.

ثالثًا: الهجمات السيبرانية كأداة استراتيجية

في السنوات الأخيرة، عززت إيران قدراتها في مجال الحرب السيبرانية، ما يجعل احتمال استخدامها لهذه الورقة واردًا بقوة. ومن المتوقع أن تستهدف هجماتها:

منظومات الاتصالات والبنية التحتية الرقمية.

الملاحة الجوية والبحرية.

شبكات الطاقة والمياه، سواء في "إسرائيل" أو داخل قواعد أميركية في المنطقة.

هذا النوع من الردود يمكن أن يكون مؤلمًا وفعّالًا دون أن يُطلق رصاصة واحدة.

رابعًا: توسيع الضربات ضد إسرائيل

تبقى "إسرائيل" في صلب الحسابات الإيرانية، ومن المرجح أن تستمر طهران في القصف المتقطع للأراضي المحتلة، وقد تسعى لتوسيع بنك الأهداف ليشمل:

مراكز اقتصادية حساسة.

منشآت أمنية أو عسكرية مركزية.

لكن إيران تدرك أن أي تصعيد كبير على هذه الجبهة قد يستدرج تدخلًا أميركيًا مباشرًا، لذا ستُبقي تحركاتها ضمن حدود الضغط دون الانفجار.

خلاصة المشهد

في المجمل، تبدو طبيعة الرد الإيراني المرتقب قائمة على مبدأ الضربات المحددة والاستنزاف المرحلي، باستخدام أدوات عسكرية وسيبرانية وأذرع إقليمية، ضمن استراتيجية مدروسة لتفادي الانزلاق إلى مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة.

التعليقات (0)