تكبير الخط تصغير الخط

خاص موقع 180 تحقيقات

في أعقاب الهجمات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية حساسة كفوردو ونطنز وأصفهان، ظهرت تحركات وإشارات سياسية وأمنية من طهران، تعكس إدراكًا عميقًا لخطورة المرحلة الراهنة واحتمال تصاعد الصراع إلى مستويات غير مسبوقة.

خامنئي إلى مخبأ محصّن: إشارة إلى استعداد لسيناريوهات قصوى

من أبرز التطورات التي رصدتها التقارير الاستخباراتية، نقل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى مخبأ محصن، بالتوازي مع تداول ثلاثة أسماء بارزة كمرشحين محتملين لخلافته. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مؤشر قوي على أن القيادة الإيرانية تأخذ التهديدات الحالية على محمل الجد، وتستعد لأسوأ الاحتمالات.

هذه التحركات لا تعكس فقط احتياطات أمنية، بل تدل أيضًا على وعي النظام الإيراني بعمق التهديدات واحتمالية استهداف قمة هرم السلطة سياسيًا أو عسكريًا.

تصريحات مبهمة: الرد قادم ولكن بلا توقيت

في الوقت ذاته، أطلقت القيادة الإيرانية عدة تصريحات تؤكد أن "الرد قادم"، لكنها امتنعت عن تحديد الزمان أو الشكل. هذا النمط المتعمد من الغموض الاستراتيجي يُوحي بأن طهران تخطط لرد غير تقليدي ومباغت، قد يُنفذ من خلال أحد أذرعها المنتشرة في المنطقة، مثل "حزب الله"، أو الحشد الشعبي، أو الحوثيين.

الحرس الثوري يطلق "الوعد الصادق 3": تكتيكات جديدة ورد غير تقليدي

وفي تحرك لافت، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن بدء "الموجة العشرين" من عملية "الوعد الصادق 3"، مؤكدًا أن العملية تعتمد تكتيكات غير مسبوقة. يُعطي هذا الإعلان انطباعًا واضحًا بأن إيران لا تتجه نحو رد كاسح أو انتحاري، بل تعتمد استراتيجية "الاستنزاف المرحلي"، أي توجيه ضربات متتالية ومدروسة تهدف إلى إنهاك الخصم بمرور الوقت دون جرّ البلاد إلى مواجهة مباشرة واسعة النطاق.

خلاصة: إيران تستعد لحرب طويلة بأسلوب غير مباشر

تعكس هذه التحركات والإشارات أن إيران تتعامل مع التصعيد الأخير بجدية بالغة، مع اعتماد نهج "ردع ذكي" يقوم على المفاجأة، والتدرج، وتعدد الجبهات. كما تشير إلى أن القيادة الإيرانية تُراهن على الوقت، والضغط غير المباشر، واستنزاف خصومها بدلًا من المواجهة الشاملة.