-
℃ 11 تركيا
-
22 يونيو 2025
حسابات إيران المعقدة بعد ضربات فوردو ونطنز: بين الردع والحفاظ على البقاء
ضربة رمزية لا ثأرية
حسابات إيران المعقدة بعد ضربات فوردو ونطنز: بين الردع والحفاظ على البقاء
-
22 يونيو 2025, 12:19:19 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
في أعقاب الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية محورية كفوردو ونطنز وأصفهان، تبرز معادلة دقيقة تتبعها طهران في هذه المرحلة الحساسة. إذ يبدو أن إيران تسير على خيط رفيع بين ضرورة الرد من جهة، وتجنب التورط في مواجهة شاملة قد تكون كلفتها وجودية من جهة أخرى.
إيران لا تسعى لنقطة اللاعودة
رغم أن الضربة الأميركية كانت موجعة وموجهة إلى أعماق البرنامج النووي الإيراني، إلا أن طهران لا تبدو مستعدة للدخول في حرب شاملة. تدرك القيادة الإيرانية أن أي رد غير مدروس سيمنح واشنطن الغطاء السياسي والعسكري لتوسيع المواجهة، ما قد يؤدي إلى تدمير ممنهج لبنية النظام والمجتمع الإيراني.
سلم النزول من التصعيد: سيناريوهات بديلة
تشير التحليلات إلى أن طهران قد تستثمر ما حدث سياسيًا، عبر استراتيجية مدروسة لتخفيض التصعيد دون الظهور بمظهر الضعف. وتشمل هذه الاستراتيجية:
تنفيذ رد محسوب يُرضي جمهورها الداخلي ويعزز من صورة النظام دون استفزاز واشنطن.
طرح عروض سياسية مشروطة عبر وسطاء دوليين مثل روسيا أو الصين، لتحويل الأزمة إلى فرصة تفاوضية.
التلويح باستمرار البرنامج النووي كأداة ضغط دبلوماسية تعطي إيران نفوذًا إضافيًا في أي تسوية قادمة.
ضربة رمزية لا ثأرية
في السياق العسكري، تتحرك إيران وفق مبدأ الرد التدريجي والمرن، حيث تتجنب الضربات الانتقامية المباشرة، وتميل نحو هجمات ذات طابع رمزي وردعي، ترسل رسائل قوة دون أن تتسبب في اندلاع حرب شاملة. هذا النمط من الردود يُجنّبها الاصطدام المباشر مع القدرات الأميركية الساحقة.
خطر الخطأ في الحسابات
رغم هذه الاستراتيجية المتزنة، تبقى المنطقة على شفا انفجار واسع، فالمخاوف تتصاعد من أن أي خطأ في التقدير – سواء من طهران أو واشنطن أو تل أبيب – قد يشعل حربًا إقليمية كبرى. وتتفاقم هذه المخاطر في ظل السباق الانتخابي الأميركي، حيث تسعى الإدارة الحالية لتحقيق "نصر نوعي" لتعزيز موقفها داخليًا.
خلاصة: ميزان دقيق بين التصعيد والانضباط
إيران حتى اللحظة تُظهر قدرة على إدارة أزمة معقّدة بعقل بارد، لكنها تدرك جيدًا أن الهامش المتاح لها يضيق، وأن الخطأ الواحد قد يكلّفها كثيرًا. ومع انفتاح كل السيناريوهات، تبقى الحسابات الإيرانية رهينة تطورات الساعات والأيام القادمة.





