تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

قال الباحث إيلي ليبرمان، من معهد دراسات الأمن القومي في كيان الاحتلال، إن السياسة الأمنية الصهيونية لطالما اعتمدت على ما يُعرف بمبدأ "الردع التراكمي"، وهو نهج يقوم على إلحاق أذى تدريجي ومتكرر بالعدو بهدف ردعه عن مواصلة الهجمات. وأوضح أن هذا المفهوم شكّل الأساس في تعامل المستويات السياسية والعسكرية الصهيوينة مع التهديدات، وخصوصًا من غزة.

وقائع تكشف فشل الردع المستدام

لكن ليبرمان أكد أن التجربة الميدانية، منذ أكتوبر 2007 وحتى جولات التصعيد في الأعوام 2008-2009، 2012، 2014، و2021، تُظهر بوضوح أن هذا النهج لم ينجح في تحقيق ردع مستدام لحركة حماس. وأشار إلى أن تكرار المواجهات المسلحة يؤكد إخفاق هذه السياسة في إحداث تحول حقيقي في سلوك المقاومة الفلسطينية.

الاعتماد على القبة الحديدية يعمّق الأزمة

ولفت ليبرمان إلى أن الجمع بين الردع التراكمي والاعتماد الكبير على القدرات الدفاعية، مثل منظومة "القبة الحديدية"، قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ"فخ الاستنزاف". هذا النمط من الصراع، بحسب الباحث، يُفضي إلى نصر نسبي للجهات الأضعف مثل حماس، التي تستفيد من طول أمد المواجهة وتحوّل الضغط المستمر إلى إنجاز سياسي أو معنوي، مما يُسهم في فشل الردع بدلًا من إنجاحه.