تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

ذكرت مصادر محلية وفق قناة الجزيرة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت اليوم اقتحامًا واسعًا لبلدة بيت عوا الواقعة غرب مدينة دورا جنوب محافظة الخليل في الضفة الغربية المحتلة. ووفقًا للمصادر، فإن الاقتحام شمل انتشارًا مكثفًا للجنود في أحياء البلدة، مع عمليات تمشيط للمنازل وتفتيشها، وسط حالة من التوتر والخوف بين السكان المحليين.

وأكد شهود عيان أن القوات الإسرائيلية أغلقت بعض الطرق الرئيسية في البلدة وأعاقت حركة المركبات والمواطنين، فيما جرى مداهمة عدد من المنازل والبحث عن شبان فلسطينيين يشتبه بمشاركتهم في أنشطة مقاومة. وأضافوا أن الاقتحام جاء ضمن سلسلة عمليات عسكرية واسعة في جنوب محافظة الخليل تستهدف مناطق متعددة، في إطار ما تقول إسرائيل إنه مكافحة "نشاطات مسلحة" في الضفة الغربية.

من جانبهم، عبّر السكان عن قلقهم البالغ على سلامة العائلات والأطفال، محذرين من استمرار الاقتحامات التي تسبب اضطراب الحياة اليومية وإغلاق المدارس والمتاجر لفترات طويلة. وأشاروا إلى أن هذه العمليات تمثل تصعيدًا في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية.

وفي الوقت نفسه، نددت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية بهذه الاقتحامات، ووصفتها بأنها جزء من سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين. وحثت هذه المنظمات المجتمع الدولي على مراقبة الانتهاكات وحماية المدنيين، وتوثيق جميع الانتهاكات بحق السكان الفلسطينيين.

وقالت مصادر محلية إن عمليات الاقتحام شملت استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش، ما أدى إلى إصابة بعض المدنيين بحالات اختناق، ونقل عدد منهم لتلقي العلاج في المستشفيات القريبة. كما تم توقيف عدد من الشبان الفلسطينيين للتحقيق معهم، دون أن تصدر إسرائيل بيانًا رسميًا حول عدد المعتقلين أو نتائج العملية حتى الآن.

وتأتي هذه الاقتحامات في سياق تصاعد العنف والمواجهات في الضفة الغربية، لا سيما في المناطق المحيطة بالخليل، حيث شهدت الأشهر الماضية سلسلة من الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية. ويعتقد مراقبون أن استمرار هذه العمليات العسكرية قد يزيد من التوتر ويؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة.

ودعا قادة محليون ومنظمات المجتمع المدني إلى تدخل دولي عاجل لمراقبة الوضع في البلدة، وحماية المدنيين، وضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، التي تتأثر بشدة نتيجة هذه الاقتحامات المتكررة. كما أكدوا على أهمية توثيق هذه الانتهاكات إعلاميًا ونقلها إلى وسائل الإعلام الدولية لإظهار حجم المعاناة التي يعيشها السكان الفلسطينيون في المناطق المحتلة.

وبهذا يظل الوضع في بلدة بيت عوا والمناطق المحيطة بدورا جنوب الخليل هشًا ومتأزمًا، وسط توقعات بعمليات عسكرية إسرائيلية إضافية تستهدف مناطق أخرى في جنوب الضفة الغربية، في ظل استمرار التوترات السياسية والأمنية بين الطرفين.