الاحتلال مستمر في خرق التهدئة وتصعيد العدوان

قافلة "الصمود" تصل إلى معبر رأس الجدير في طريقها إلى غزة: تحرك شعبي لكسر الحصار وتضامن واسع في ليبيا

profile
  • clock 10 يونيو 2025, 2:44:32 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
قافلة "الصمود"

محمد خميس

المسيرة العالمية إلى غزة تتواصل بمشاركة أكثر من 1500 متضامن من المغرب العربي

في خطوة جديدة ضمن جهود كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وصلت صباح اليوم الثلاثاء قافلة "الصمود" التضامنية إلى معبر رأس الجدير الحدودي بين تونس وليبيا، معلنة بذلك انتهاء مرحلتها الأولى في الأراضي التونسية وبداية مرحلة جديدة من رحلتها نحو الأراضي الفلسطينية المحاصرة.

انطلاقة من تونس.. وحفاوة شعبية على طول الطريق

انطلقت القافلة يوم أمس الاثنين من العاصمة التونسية، بمشاركة أكثر من 1500 ناشط من دول المغرب العربي، بتنظيم من "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، وذلك ضمن إطار المسيرة العالمية إلى غزة (Global March to Gaza)، التي تشمل منظمات وناشطين من 32 دولة حول العالم.

وتكوّنت القافلة من نحو 150 سيارة خاصة و18 حافلة، وسارت في طريقها عبر مدن تونسية كبرى مثل سوسة وصفاقس وبنقردان، حيث استُقبلت بحفاوة لافتة من قبل الأهالي، الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ووزعوا الورود والطعام على المشاركين.

دخول الأراضي الليبية: تنسيق كامل واستعداد للمحطة التالية

قال وائل نوار، المتحدث باسم القافلة وعضو "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، إن القافلة أنهت بنجاح مرحلتها الأولى داخل تونس، وبدأت بالفعل التحرك داخل الأراضي الليبية بالتنسيق مع السلطات الليبية، نحو معبر السلوم على الحدود المصرية.

وأشار نوار إلى أن القافلة ستتجه بعد ذلك إلى القاهرة، قبل الوصول إلى معبر رفح الحدودي المؤدي إلى قطاع غزة، مؤكداً وجود تعاون محلي ودولي كبير لضمان سلاسة العبور وتجنب العقبات الأمنية أو اللوجستية.

المدن الليبية ترحب بالقافلة.. مشاهد تضامن وإنسانية

شهدت المدن الليبية التي عبرتها القافلة، مثل زوارة، الزاوية، وطرابلس، استقبالًا شعبيًا مؤثرًا، حيث وثّقت مقاطع الفيديو المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد من توزيع المواطنين الليبيين للطعام والماء على المشاركين، وترديد شعارات الدعم لفلسطين، في مشهد يجسد عمق التضامن الشعبي العربي مع غزة.

جزء من حراك دولي متصاعد لفك الحصار

تأتي هذه المبادرة ضمن حراك شعبي ودولي متنامٍ يسعى إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، والذي تسبّب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، يعيش تحت وطأتها أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من الجوع، ونقص الدواء، والتهجير القسري.

وفي هذا السياق، كشف "ائتلاف أسطول الحرية" يوم أمس أن الجيش الإسرائيلي اختطف متضامنين دوليين على متن سفينة "مادلين"، التي كانت تبحر باتجاه غزة في محاولة لكسر الحصار، في واقعة جديدة تؤكد رفض الاحتلال لأي محاولات مدنية لإنهاء العزلة المفروضة على القطاع.

الاحتلال مستمر في خرق التهدئة وتصعيد العدوان

منذ فجر 18 مارس 2025، استأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وحصاره على قطاع غزة، بعد هدنة استمرت شهرين دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن إسرائيل خرقت بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة، متسببة في تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية داخل القطاع.

وبدعم أمريكي وأوروبي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية ممنهجة في غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وسط صمت دولي وتواطؤ سياسي.

قافلة "الصمود" ليست مجرد تحرك شعبي، بل تمثّل رسالة إنسانية وأخلاقية مدوية، تؤكد أن الصوت العربي والدولي الحر لا يزال حيًا في وجه الاحتلال والظلم. وبينما يواصل الاحتلال قصفه، تستمر الشعوب الحرة في بذل الجهد والدعم لإيصال الغذاء والدواء إلى غزة، وكسر الجدار السياسي المحيط بها.

التعليقات (0)