تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الإثنين، تصعيدها الدموي في الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد شابان فلسطينيان في بلدة قباطية جنوب جنين، في جريمة جديدة تعكس سلوك الاحتلال الاستئصالي المستمر بحق الفلسطينيين منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.

يوسف العامر.. شهيد تحت الحصار والإحراق

أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية أن الشهيد هو الشاب يوسف عماد إبراهيم العامر (33 عامًا)، وقد ارتقى قرب بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، بعد قصف وإحراق "بركس" زراعي كان يتحصن فيه.

وأكدت المصادر المحلية أن قوات الاحتلال احتجزت جثمان الشهيد العامر بعد تنفيذ الهجوم، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يضمن احترام جثامين القتلى وتسليمها لذويهم.

شهيد ثانٍ مجهول الهوية.. من تحت الأنقاض

في تطور ميداني آخر، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تمكنت من انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت أنقاض المنطقة التي تم قصفها في قباطية، وتم نقله إلى المستشفى لتحديد هويته.

وتشهد بلدة قباطية منذ ساعات الفجر حصارًا عسكريًا خانقًا، ترافق مع اقتحامات عنيفة، وسط إطلاق نار وقصف مكثف، ما أثار حالة من الرعب في صفوف الأهالي، خاصة مع انتشار القناصة والطائرات المسيّرة.

تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية يتواصل

تأتي هذه الجريمة في سياق تصعيد واسع في الضفة الغربية، حيث تُواصل قوات الاحتلال تنفيذ اقتحامات يومية واغتيالات ميدانية واعتقالات عشوائية، خاصة في مدن جنين ونابلس وطولكرم.

وقد وثّقت المؤسسات الحقوقية مئات الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في الضفة منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال.

 قباطية تحت النار وجنين في قلب المعاناة

تعكس جريمة اليوم في قباطية وجه الاحتلال الحقيقي، الذي لا يتورع عن استهداف المدنيين العزل، وإحراق ممتلكاتهم، واحتجاز جثامينهم. إنها رسالة عنف منهجية في سياق حرب شاملة تُمارَس ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة معًا، وسط صمت دولي يُغري بمزيد من الجرائم.