الاستيطان يتوحش... والأرض تُستباح

مستوطنون يواصلون الاعتداءات في الضفة: تسميم أغنام وتخريب أراضٍ زراعية في أريحا والخليل

profile
  • clock 4 أغسطس 2025, 2:27:07 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رعي المواشي في أراضٍ مزروعة جنوب الخليل

محمد خميس

في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاعتداءات اليومية، أقدم مستوطنون إسرائيليون، صباح اليوم الإثنين، على تسميم عدد من رؤوس الأغنام في منطقة "شلال العوجا" شمال مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة، كما قام آخرون بإطلاق مواشيهم للرعي في أراضٍ فلسطينية مزروعة جنوب الخليل، ما أدى إلى تخريب المزروعات في إطار ممنهج للاستيلاء على الأراضي.

تسميم الأغنام في أريحا: جريمة بيئية وإنسانية

بحسب مصادر محلية، تعود ملكية الأغنام التي نُفقت بسبب التسميم إلى المواطن محمد حسن حريزات. وتُظهر هذه الحادثة تصعيدًا خطيرًا في نهج الاعتداءات من قبل المستوطنين، الذين لم يكتفوا بقطع الأشجار أو حرق الأراضي، بل باتوا يستخدمون السموم كسلاح ضد مصادر رزق الفلسطينيين.

وتعد منطقة شلال العوجا هدفًا متكررًا لهجمات المستوطنين، الذين يسعون لطرد الرعاة والمزارعين الفلسطينيين منها، بهدف التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي.

رعي المواشي في أراضٍ مزروعة جنوب الخليل

وفي سياق متصل، قال الناشط ضد الاستيطان أسامة مخامرة، إن مستوطنين أطلقوا مواشيهم في أراضي المواطنين في قريتي اقواويص وشعب البطم في مسافر يطا جنوب الخليل، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة والأشتال.

وأشار مخامرة إلى أن الاعتداء تم بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي وفّرت الغطاء للمستوطنين، في محاولة واضحة لفرض أمر واقع لصالح توسيع المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضي الفلسطينيين.

حفريات وتضييق في مسافر يطا

وأضاف مخامرة أن حفارًا تابعًا للمستوطنين يقوم منذ صباح اليوم بأعمال حفريات في قرية أم الخير، وسط تحركات عسكرية إسرائيلية تشمل اقتحام بلدة الكرمل شرق يطا، ونصب حاجز عسكري وسطها، حيث تم تفتيش مركبات الفلسطينيين والعبث بمحتوياتها والتدقيق في بطاقاتهم، في إطار سياسة ممنهجة لعرقلة حركة الأهالي وإرهاقهم.

مناشدة دولية لوقف الانتهاكات

ودعا مخامرة المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل للجم هذه الممارسات اليومية التي ينفذها مستوطنون مسلحون بحماية جيش الاحتلال، مطالبًا بتحرك عاجل لحماية السكان الفلسطينيين في مسافر يطا وسائر المناطق المستهدفة.

الاستيطان يتوحش... والأرض تُستباح

تشكل هذه الاعتداءات امتدادًا لنهج الاستيطان العنصري المتسارع في الضفة الغربية، في ظل تواطؤ واضح من جيش الاحتلال، وصمت دولي عن الجرائم البيئية والاقتصادية والإنسانية التي تُرتكب يوميًا بحق الفلسطينيين.
من تسميم الأغنام في أريحا إلى تخريب المحاصيل في الخليل، تتواصل محاولات اقتلاع الفلسطيني من أرضه تحت غطاء "أمن الاحتلال"، وبتواطؤ المنظومة الاستعمارية كاملة.

التعليقات (0)