تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

لجنة التحقيق الدولية تكشف تفاصيل صادمة وتستعد لعرض نتائجها في جنيف

أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال استهداف مباشر للمدارس والأماكن الدينية، ضمن حملة منظمة تسعى إلى محو الحياة الفلسطينية، وفق ما جاء في بيان رسمي صدر عنها اليوم.

ومن المقرر أن تُقدَّم نتائج التقرير الكامل إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مدينة جنيف بتاريخ 17 يونيو/ حزيران الجاري، وسط ترقب دولي واسع.

إبادة منظمة واستهداف متعمد للمدنيين

قالت نافي بيلاي، المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ورئيسة اللجنة، إن "الدلائل تتزايد بشكل مستمر على أن إسرائيل تشن حملة منهجية لمحو كل مظاهر الحياة الفلسطينية في غزة". وأضافت أن استهداف إسرائيل للمرافق التعليمية والثقافية والدينية لا يشكّل فقط جريمة ضد الإنسانية، بل يهدد مستقبل أجيال كاملة من الفلسطينيين، ويقوّض حقهم في تقرير المصير.

وبيّنت اللجنة أنها عملت على توثيق الهجمات الممنهجة التي طالت المدارس والمساجد والكنائس والمراكز الثقافية، بهدف تقييم مدى توافق هذه الانتهاكات مع القانون الدولي الإنساني.

تدمير شامل للبنية التعليمية والدينية

وفق التقرير، دمرت القوات الإسرائيلية خلال عدوانها أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات في قطاع غزة، إضافة إلى تدمير أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية. كما وثّقت اللجنة جرائم حرب واضحة، تمثلت في القتل العمد واستهداف المدنيين الذين لجأوا إلى تلك المرافق هرباً من القصف.

وأكد التقرير أن هذه الهجمات ليست عرضية أو نتيجة أضرار جانبية، بل تم تنفيذها بشكل مباشر في أماكن كان يفترض أن تكون ملاذات آمنة للمدنيين، وهو ما يجعلها ترتقي إلى جرائم إبادة ممنهجة.

الانتهاكات تمتد إلى الضفة الغربية والقدس

لم تقتصر الانتهاكات على غزة فقط، إذ كشف التقرير عن تصعيد خطير في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، حيث شهدت المناطق هناك عمليات عسكرية موسعة، وممارسات تضييق على الطلاب، بالإضافة إلى هجمات من قبل المستوطنين الإسرائيليين المدعومين من الجيش.

وأشار التقرير إلى أن هذه الضغوط اليومية والممارسات العنيفة تندرج ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين، وهو ما يمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

انسحاب إسرائيل من مجلس حقوق الإنسان

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في فبراير الماضي، متذرعة بكونه "متحيزًا ضدها"، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للهروب من المساءلة الدولية وعرقلة جهود التحقيق المستقلة في الجرائم المرتكبة.

كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي وأوروبي مستمر، تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف نتيجة القصف المستمر والدمار الواسع الذي طال كل مقومات الحياة.

تقرير لجنة التحقيق الدولية يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية، ويُعد بمثابة إدانة قانونية واضحة للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة. فالأدلة متزايدة، والضحايا بالآلاف، والمطلوب الآن تحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات ومحاسبة الجناة.