-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
قافلة "الصمود" تصل ليبيا في طريقها إلى غزة: دعم شعبي ورسمي لكسر الحصار
برنامج القافلة في ليبيا: الزاوية أولاً ثم زليتن وطرابلس
قافلة "الصمود" تصل ليبيا في طريقها إلى غزة: دعم شعبي ورسمي لكسر الحصار
-
10 يونيو 2025, 2:30:17 م
-
427
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قافلة "الصمود"
محمد خميس
الزاوية تستقبل القافلة بحفاوة.. والمشاركون يواصلون رحلتهم نحو ميدان الشهداء
في مشهد تضامني لافت يعكس تنامي الحراك الشعبي العربي لنصرة فلسطين، وصلت صباح اليوم الثلاثاء قافلة الصمود التضامنية إلى مدينة الزاوية الليبية، الواقعة على بعد 30 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس، في طريقها إلى قطاع غزة ضمن جهد شعبي دولي لكسر الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ سنوات.
دخول القافلة إلى ليبيا بعد تأخير أمني
عبرت القافلة الحدود الليبية عبر معبر رأس جدير الرابط بين تونس وليبيا، بعد توقف دام عدة ساعات بسبب إجراءات أمنية مشددة من الجانب الليبي. وقد سُمح بمرور القافلة شريطة تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، بناءً على طلب حرس الحدود الليبي، لضمان التنظيم والتحكم في حركة الموكب الضخم.
وبحسب الناشطة المدنية الليبية منى بن نصير، فإن المجموعة الأولى من القافلة وصلت بالفعل إلى الزاوية، ومن المتوقع أن تنضم إليها باقي المجموعات في وقت لاحق اليوم، وسط تأمين عسكري من المنطقة الغربية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية.
برنامج القافلة في ليبيا: الزاوية أولاً ثم زليتن وطرابلس
تُقيم القافلة ليلة في مدينة الزاوية برعاية عدد من منظمات المجتمع المدني المحلية، ضمن برنامج معد مسبقًا يتيح للمشاركين الاستراحة والمشاركة في فعاليات تضامنية. ومن المقرر أن تتابع القافلة مسيرها مساءً نحو مدينة زليتن، التي تبعد نحو 150 كيلومترًا شرق طرابلس، قبل أن تمر عبر ميدان الشهداء في قلب العاصمة طرابلس، في تحرك رمزي يحمل رسالة دعم واضحة لغزة.
دعم واسع من المنظمات الليبية
تحظى القافلة بدعم من منظمات ليبية متنوعة تنشط في غرب البلاد، من أبرزها:
المنظمة الوطنية للعدالة المجتمعية والتنمية
منظمة القدس للإغاثة والتنمية
منظمة القدس قضيتنا
جمعية التراحم والتواصل الخيرية
مؤسسة وفاء للإغاثة والتنمية
حملة زليتن لدعم الأقصى
جمعية الرحمة الخيرية
منظمة حراك نفير
حملة قاطع وقاوم
مؤسسة الرخاء الخيرية
وتتمركز معظم هذه الجهات في المناطق الغربية، بينما لم تُعلن مفوضية المجتمع المدني في بنغازي عن مشاركات أو تحركات مماثلة حتى الآن.
انطلاقة تونسية وروح نضالية
كانت القافلة قد انطلقت من العاصمة تونس يوم الاثنين، وتضم ما يقارب 1500 ناشط تونسي، و200 جزائري، إضافة إلى مشاركين من دول أخرى. وتكوّنت من حوالي 15 حافلة و150 سيارة، رافقتها حشود شعبية ضخمة وسط العاصمة التونسية، وسط هتافات مثل: "لبيك يا أقصى"، وأعلام فلسطينية وتونسية خفّاقة في الهواء.
ويُشار إلى أن تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين نظّمت القافلة على مدى أكثر من شهر، بمشاركة نقابات، وأطباء، وسياسيين، وناشطين مدنيين، إضافة إلى تجهيزات طبية كاملة، بينها سيارة إسعاف معدّة لدخول غزة في حال تم السماح بذلك.
خطوة ضمن حراك دولي متصاعد
تأتي هذه القافلة ضمن تحرّك شعبي ودولي واسع لكسر الحصار المفروض على غزة وفضح العدوان الإسرائيلي المستمر، في ظل كارثة إنسانية متفاقمة تُهدد أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من الجوع والمرض والنزوح القسري.
وفي هذا السياق، أعلن "ائتلاف أسطول الحرية" أمس أن الجيش الإسرائيلي اختطف متضامنين دوليين على متن سفينة "مادلين" المتوجهة إلى غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار، بعد أن قامت البحرية الإسرائيلية باقتحامها.
استمرار العدوان على غزة رغم اتفاق التهدئة السابق
منذ فجر 18 مارس 2025، استأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع، بعد توقف مؤقت دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن إسرائيل خرقت بنود الاتفاق مرارًا، متسببة في ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى.
وتواصل "إسرائيل"، بدعم أمريكي وأوروبي، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن سقوط أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
قافلة الصمود ليست مجرد تحرك رمزي، بل هي نداء ضمير عالمي في وجه القمع والحصار والدمار. ومن تونس إلى ليبيا، مرورًا بسرت وبنغازي ثم معبر السلوم، تواصل القافلة رحلتها المحفوفة بالتحديات نحو غزة، حاملة معها صوت الشعوب الحرة ورسالة تضامن لا تعرف الحدود.










