تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تشهد باحات المسجد الأقصى المبارك تصعيدًا خطيرًا في الانتهاكات الإسرائيلية، مع تكرار عمليات الاقتحام من قبل جماعات المستوطنين، تحت ذريعة ما يُعرف بـ "ذكرى خراب الهيكل". واعتبر هارون ناصر الدين، عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول شؤون القدس، أن ما يجري هو انتهاك صارخ لقدسية المسجد الأقصى واستفزاز مباشر لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.

طقوس توراتية ورفع للأعلام الإسرائيلية داخل المسجد

وفي بيان صحفي ، أكد ناصر الدين أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدًا غير مسبوق، تمثل في إدخال رموز دينية يهودية، وأداء طقوس توراتية داخل ساحات المسجد، ورفع الأعلام الإسرائيلية، ضمن مخطط مكشوف يهدف إلى فرض واقع تهويدي بالقوة، في سياق مشروع الاحتلال للضم والتهجير.

دعوة للنفير والرباط في الأقصى

وحذر ناصر الدين من خطورة هذا التصعيد، محمّلًا حكومة الاحتلال المتطرفة المسؤولية الكاملة، ومؤكدًا أن القدس والأقصى هما في قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن المساس بالمقدسات يُشعل فتيل المواجهة مجددًا.

ودعا أهل القدس والداخل الفلسطيني، وكل من يستطيع الوصول، إلى شدّ الرحال والرباط في المسجد الأقصى، والدفاع عنه بكافة الوسائل، مشددًا على أن الرباط في وجه العدوان الصهيوني هو واجب ديني ووطني ورسالة صمود ضد مشاريع التهويد.

أعلى رقم قياسي لاقتحامات المستوطنين منذ احتلال الأقصى

وفي تطور خطير، بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى يوم الأحد الماضي 3969 مستوطنًا، وهو الرقم الأعلى منذ احتلال المسجد عام 1967، بحسب مصادر من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

ويأتي هذا الرقم استجابة لدعوات منظمات "الهيكل"، التي دعت إلى تحطيم الرقم القياسي السابق خلال هذه الذكرى. وتميز هذا الاقتحام بأداء جماعي لطقوس توراتية علنية، وخاصة في الباحات الشرقية، حيث شهد المسجد ما وُصف بـ "السجود الملحمي"، وهتافات صاخبة ترافقها تصفيقات على أنشودة "سيُبنى الهيكل".

دعوة للأمة الإسلامية والعربية للتحرك العاجل

وفي ختام تصريحه، وجّه ناصر الدين نداءً عاجلًا إلى الأمة الإسلامية والعربية، داعيًا إلى تحمل المسؤولية التاريخية والدينية تجاه المسجد الأقصى، ووقف هذا العدوان السافر. وشدد على أن الصمت على هذه الجرائم يُعد مشاركة غير مباشرة فيها، داعيًا إلى تكاتف الجهود السياسية والشعبية والإعلامية لحماية المقدسات الإسلامية في القدس.