-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
فيديو| "مادلين" تبحر نحو غزة.. أوروبا تتحدى الحصار
فيديو| "مادلين" تبحر نحو غزة.. أوروبا تتحدى الحصار
-
2 يونيو 2025, 12:31:17 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: شيماء مصطفى
انطلقت يوم الأحد سفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية من ميناء كاتانيا الإيطالي، في خطوة رمزية لكسر الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة. السفينة، البالغ طولها 18 مترًا، تُعد واحدة من أدوات النضال المدني الدولي في وجه السياسات القمعية التي تطال أكثر من مليوني فلسطيني.
الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، المعروفة بحملاتها من أجل المناخ، اختارت هذه المرة أن تكون إلى جانب الحق الفلسطيني، وقالت قبيل الانطلاق: "إذا بقيت ذرة واحدة من الإنسانية، فعلينا أن نناضل من أجل فلسطين، من أجل فلسطين حرة".
سفينة مدنية بمهمة إنسانية
سفينة "مادلين" تقل 12 راكبًا فقط، بينهم أيضًا الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، وتُحمّل مساعدات إنسانية تشمل مسحوق الحليب والإمدادات الطبية ومستلزمات أساسية.
بحسب بيان أسطول الحرية، فإن الرحلة تتم عبر المياه الدولية والأوروبية، ما يجعل أي اعتراض من طرف جيش الاحتلال خرقًا صريحًا للقانون الدولي.
التحالف وصف مهمته بأنها غير مسلحة وغير عنيفة، وتهدف إلى تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، التي أصبحت رمزًا لفشل المنظومة الأخلاقية الدولية في وجه الحصار الجماعي والعقاب الجماعي.
خطر الهجوم قائم: "الضمير" مثالًا
رغم الطابع السلمي للرحلة، إلا أن الخطر العسكري الصهيوني حاضر بقوة. فقد سبق أن تعرضت سفينة "الضمير" التابعة للتحالف لهجوم بطائرة مسيّرة يوم 2 مايو الماضي، ما أدى إلى ثقب في الهيكل واندلاع حريق في المقدمة. وأفادت تقارير بأن طائرة عسكرية إسرائيلية حلقت قبالة جزيرة مالطا قبل الهجوم، ما يعكس تنسيقًا ميدانيًا للهجوم على القوافل المدنية.
خنق ممنهج لغزة
السياق الأوسع الذي تتحرك فيه "مادلين" لا يقل خطورة. فمنذ 2 مارس الماضي، يغلق الاحتلال كافة المعابر أمام المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مما تسبب في تجويع نحو 2.4 مليون فلسطيني، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وتمثل هذه السياسة أداة ضغط سياسي وإنساني مروعة تمهد للتهجير القسري، في ظل بيئة إبادة مستمرة.
دعم دولي متزايد في وجه الحصار
يأتي التحرك المدني من قبل أسطول الحرية ضمن تصاعد الحملات الشعبية والدولية المناهضة للعدوان الصهيوني، خاصة بعد تصاعد أرقام الضحايا منذ 7 أكتوبر 2023.
وحتى الآن، خلفت آلة الحرب الصهيونية أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط صمت دولي وعجز مؤسسي مقلق.
"مادلين" ليست النهاية
بينما تواجه "مادلين" خطر الاعتراض أو حتى التدمير، فإن رسالتها الأخلاقية والسياسية تتجاوز حدود البحر الأبيض المتوسط. هي ليست مجرد سفينة، بل صرخة ضمير عالمي ضد ما بات يُنظر إليه على نطاق واسع كمجزرة مستمرة بحق شعب أعزل.
وإذا ما اعترضتها القوات الإسرائيلية، فسيكون ذلك اختبارًا جديدًا للمجتمع الدولي، الذي ما زال يبحث عن بوصلته الأخلاقية وسط بحر من الدم والحصار.






