-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
#غزة_تموت_جوعاً: حين يصبح الخبز أمنية وحليب الأطفال حلماً مستحيلاً
صور مبكية ومقاطع مؤلمة: الأطفال يصرخون من الجوع
#غزة_تموت_جوعاً: حين يصبح الخبز أمنية وحليب الأطفال حلماً مستحيلاً
-
20 يوليو 2025, 3:49:21 م
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في مشهد يلخّص مأساة إنسانية تُزهق فيها الأرواح جوعاً، تصدّر وسم #غزة_تموت_جوعاً منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، حيث أطلق فلسطينيون من داخل القطاع المحاصر صرخة ألم توثق واقعاً مأساوياً يعيشه أكثر من مليوني إنسان، وسط مجاعة قاسية تعصف بالصغار والكبار، فيما يغيب التحرك الدولي، وتتواطأ القوى الكبرى بصمتها مع استمرار الحصار.
صور مبكية ومقاطع مؤلمة: الأطفال يصرخون من الجوع
غصّت منصات "إكس"، و"فيسبوك"، و"إنستغرام" بمنشورات توثق معاناة لا تُحتمل: أطفال هزالون، نساء يائسات، وشيوخ لا يقوون على الوقوف. في أحد المقاطع، طفلة تبكي أمام منزل مدمر وتقول: "يكفي الحديث عن الصبر، نحن جوعى ومشتاقون للخبز"، وفي مشهد آخر، يردّ طفل مصاب على سؤال بسيط وهو على سرير المستشفى: "جوعان".
70 شهيدًا من الأطفال... والحبل على الجرار
وفق معطيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استشهد 70 طفلًا ورضيعًا نتيجة الجوع وسوء التغذية منذ بدء حرب الإبادة، بينما يواجه 650 ألف طفل خطر الموت، منهم عشرات الآلاف من الرضع الذين حُرموا من الحليب، و60 ألف سيدة حامل يفتقرن إلى الحد الأدنى من الغذاء والرعاية الصحية.
الجوع يسكن البيوت... لا يقرع الأبواب
كتب منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منشورًا مؤلمًا عبر منصة "إكس"، قال فيه:
"في غزة، الجوع لا يقرع الأبواب، بل يسكن البيوت، ويأكل من أعمار الناس، ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي"، مضيفًا أن الخبز بات عملة نادرة، وأن حليب الأطفال أصبح حلمًا لا يُنال. وأرفق صورًا لأطفال قضوا نتيجة سوء التغذية، مناشدًا كل ضمير حيّ أن لا يصمت: "لا تمر كأنك لم ترَ ولم تسمع، افعل شيئًا!"
المعابر مغلقة والأسعار تحلّق بجنون
منذ مارس/آذار 2025، تفرض إسرائيل حصارًا مشددًا على غزة، وتمنع دخول الغذاء والدواء. وتسمح بمرور أقل من 5% من احتياجات القطاع، بينما يحتاج الغزيون إلى أكثر من 800 شاحنة مساعدات يوميًا. هذا الواقع خلق تشوهًا اقتصاديًا فادحًا، حيث ارتفع سعر كيلو الطحين إلى 170 شيكلًا (بزيادة 240% خلال أسبوع)، وسعر كيلو الأرز إلى 110 شواكل، مع غياب تام للمكملات الغذائية.
السوق السوداء تنهش حقوق الفقراء
في ظل الحصار، باتت شاحنات المساعدات هدفًا للابتزاز في السوق السوداء، وأصبحت أمنيات الجياع معلقة على ما تنجح به منظمة غزة الإنسانية في تمريره من نقاط الموت. ويصل الآلاف من المواطنين إلى المستشفيات في حالات إعياء حادة، نتيجة لعدم تناول الطعام لعدة أيام متتالية.
أصوات من الخارج: أين الضمير العربي والإسلامي؟
كتب الإعلامي المصري زين العابدين توفيق منشورًا مؤثرًا قال فيه:
"عار على أمة تملك معظم خيرات الأرض أن تبيت وفيها جائع واحد... فما بالكم بمليوني جائع يحيط بهم إخوانهم المتخمون من كل جانب ولا يستطيعون أن يوصلوا إليهم كيس طحين؟".
الفن والرسوم تُحاكي الجوع
رسام الكاريكاتير محمود عباس نشر رسمة مؤلمة لرجل هزيل يلف نفسه بالكوفية، بينما بدت معدته فارغة على شكل خريطة غزة، في رسالة بصرية اختزلت حجم الأزمة. كما نشر رئيس المرصد الأورومتوسطي صورة لعربة تجرها دابة تنقل جثامين شهداء قضوا أثناء بحثهم عن الطعام، وعلق: "ذهبوا للحصول على المساعدة… فقتلتهم إسرائيل".
صرخة من غزة: لا نطلب المستحيل!
في مقطع متداول، سيدة من غزة تروي أن الخليفة عمر بن عبد العزيز أمر بنثر القمح على رؤوس الجبال كي لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين، وتتابع بحسرة: "لو تدري من جاع اليوم يا عمر… الجوع في غزة بلغ أقصى درجاته، والكرب بات لا يُحتمل".
الإنسانية على المحك
أصبح الخبز أمنية، وحليب الأطفال حلمًا مستحيلًا في غزة. الجوع يفتك، الصمت يقتل، والتضامن بات حاجة ملحة، لا رفاهية. وفي كل بيت غزّي حكاية مع الجوع، في كل أم دمعة، وفي كل طفل شهقة انتظار لرغيف مفقود.








