إحصائيات تنذر بالخطر: آلاف الأطفال يواجهون الموت جوعًا

في خيمةٍ منسية… غزة تحتضر جوعاً: الطفولة بين ماء الأرز والموت البطيء

profile
  • clock 20 يوليو 2025, 3:58:13 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

وسط ليلٍ خانق في مخيم النصيرات، كان بكاء "ريما" الرضيعة، التي لم تُكمل شهرها الثالث، يخرق صمت خيمة النزوح. الأم، "أم يوسف"، تحتضنها بقلق وجوع، بينما جلس الأب عند مدخل الخيمة يحدّق في السماء بعيون مكسورة، يهمس: "يا رب فرّجها علينا... ما إلنا غيرك". مشهد تكرّر بصور متعددة في غزة، حيث بات الخبز أمنية، وحليب الأطفال حلمًا بعيد المنال.

حفنة أرز لإنقاذ حياة

ما إن امتزج بكاء الطفلة ببكاء الأم حتى هرعت نساء المخيم لمساعدتها. إحدى النساء أحضرت من خيمتها حفنة من الأرز، سلقتها سريعًا، وصفّت ماءها لتصنع منها سائلًا خفيفًا سُكب في أنبوبة بدائية للرضاعة، سُقِيَت منه الطفلة. ارتاحت قليلاً، ونامت. لكن، هل تنام المجاعة؟ وهل يرتاح شعب بأكمله تحت الحصار؟

إحصائيات تنذر بالخطر: آلاف الأطفال يواجهون الموت جوعًا

تشير تقارير أممية إلى أن أكثر من 14 ألف رضيع في غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل غياب كامل للحليب والمكملات الغذائية. وتُحذر وزارة الصحة في غزة من أن مراكز رعاية الأمومة لم تستطع منذ 3 أشهر توفير أبسط الاحتياجات الغذائية بسبب استمرار الحصار ورفض الاحتلال إدخال المساعدات.

إبادة جماعية في وضح النهار

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا شاملاً على قطاع غزة، يصفه حقوقيون بإبادة جماعية بدعم أميركي. العدوان أسفر عن أكثر من 199 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة خانقة دمّرت كل مظهر من مظاهر الحياة.

نداء لا يسمعه العالم: "لا تمر كأنك لم ترَ!"

في منشور مؤثر، قال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة:
"في غزة، لا يقرع الجوع الأبواب، بل يسكن البيوت، ويأكل من أعمار الناس، ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي. نحن لا نطلب المستحيل… نطلب فقط ألا تكون شاهد زور على مجاعة غزة".

صورة غزة... خريطة من عظام الأطفال الجائعين

رسم رسام الكاريكاتير محمود عباس رجلًا هزيلاً يلف نفسه بالكوفية، فيما بدت معدته على شكل خريطة غزة، في تجسيد مؤلم لانعدام الأمن الغذائي. وفي صورة أخرى نشرها رئيس المرصد الأورومتوسطي، تظهر عربة يجرها حيوان تنقل جثامين شهداء قُتلوا وهم يبحثون عن الطعام من مركز المساعدات "الإنسانية"، في مأساة تشهدها غزة يوميًا.

في غزة... حتى الحليب حلم مستحيل

في خيمة "أم يوسف" قصة، وفي كل حيّ من أحياء غزة مأساة مشابهة. فالجوع في غزة لم يعد مجرّد أزمة غذاء، بل جريمة مستمرة. والطفولة في القطاع لم تعد تحلم بلعبة أو مدرسة، بل بـ"ماء الأرز" على الأقل.

التعليقات (0)