حراك عالمي ضد "التجويع كسلاح حرب"

"مصائد الموت": الاحتلال يستدرج المدنيين إلى شاحنات مساعدات ويُطلق النار عليهم شمال غزة

profile
  • clock 20 يوليو 2025, 4:08:46 م
  • eye 434
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

محمد خميس

في جريمة جديدة تهزّ الضمير الإنساني، كشف "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" عن مجزرة مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد شمال قطاع غزة، حيث استدرجت مدنيين مجوعين إلى نقاط توزيع مساعدات إنسانية، قبل أن تفتح النار عليهم بشكل متعمّد، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 60 مدنيًا، وسقوط عشرات الجرحى.

“من يريد دقيقًا فليتقدّم”… ثم وابل من الرصاص

وفق بيان صادر عن المرصد، ومقره جنيف، فإن الحادثة وقعت في منطقة "زيكيم"، حين أوقفت قوات الاحتلال شاحنات مساعدات بالقرب من دباباتها، واستخدم الجنود مكبرات الصوت لمخاطبة المدنيين المجوّعين، قائلين: “من يريد دقيقًا فليتقدّم”. وبعد إجبار المدنيين على رفع أيديهم والمشي أمام الدبابات، أُطلق عليهم الرصاص الحيّ بدم بارد، في مشهد وصفه المرصد بأنه "نمط وحشي من الإبادة الجماعية".

المساعدات تتحوّل إلى فخاخ قاتلة

المرصد الأوروبي أكد أن هذه الحادثة تعكس استراتيجية إسرائيلية ممنهجة، تقوم على استخدام شحنات المساعدات ونقاط توزيعها كـ"مصائد موت" لإذلال الفلسطينيين وقتلهم عمدًا. وأشار إلى أن هذا النمط لا يبرره أي ظرف عسكري، ويمثل تصعيدًا خطيرًا في سياسة التجويع الجماعي، بما يخالف كافة القوانين الدولية.

دعوة لتحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين

حمّل المرصد المجتمع الدولي، وخاصة الحكومات المتواطئة بالصمت أو الدعم، مسؤولية استمرار هذه الانتهاكات المروعة، داعيًا إلى فتح تحقيق دولي عاجل ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

حراك عالمي ضد "التجويع كسلاح حرب"

وفي رد فعل واسع على المجزرة، أطلقت منظمات مجتمع مدني عالمية وإقليمية، حراكًا دوليًا لمواجهة سياسة التجويع التي تعتمدها إسرائيل ضد سكان غزة، ووصفتها بأنها من "أكبر جرائم الحرب في العصر الحديث"، بحسب وصف خبراء ومراقبين.

إبادة مستمرة منذ أكتوبر: القتل والتجويع والدمار

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مطلق، تنفيذ عدوان شامل على قطاع غزة، تخلله القتل الجماعي والتجويع والتهجير القسري، في تجاهل صارخ لكافة النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العدوان.

وقد أسفر هذا العدوان حتى الآن عن أكثر من 199 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، ومجاعة متفشية أودت بحياة العديد وسط دمار شامل طال معظم البنية التحتية للقطاع.

المساعدات تُطلق الرصاص... لا تُنقذ الأرواح

في غزة، باتت شاحنات الإغاثة التي يُفترض أن تُنقذ الأرواح، تتحوّل إلى فخاخ تُزهق الأرواح. وبين رغيف خبز منتظر ورصاصة غادرة، يدفع المدني الفلسطيني حياته ثمنًا لمجرد محاولته البقاء.

التعليقات (0)