-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
غزة تختنق بالجوع: المجاعة واقع يومي يهدد أكثر من مليونَي إنسان
منظمات عاجزة وصمت دولي قاتل
غزة تختنق بالجوع: المجاعة واقع يومي يهدد أكثر من مليونَي إنسان
-
10 مايو 2025, 7:26:23 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
تعيش غزة اليوم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث، إذ لم يعد الحديث عن المجاعة مجرد تحذير نظري في تقارير المنظمات الدولية، بل تحوّل إلى واقع يومي مرير، يهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، في ظل استمرار الحصار والانهيار الكامل للبنية التحتية.
من التحذير إلى الحقيقة: الجوع ينهش غزة
وسط ندرة الإمدادات الغذائية والطبية، وانعدام الأمن الغذائي، أصبح الجوع وجهًا يوميًا لحياة المدنيين في القطاع.
فمن طوابير لا تنتهي أمام مراكز الإغاثة، إلى وجبات مقتصدة لا تسد رمقًا، ومن أطفال يصرخون من الجوع إلى نساء وكبار سن بلا غذاء أو دواء، تبدو غزة وكأنها تعيش مراحل متقدمة من الموت البطيء.
وتشير مشاهدات ميدانية إلى أن الوجبات اليومية تقلصت إلى رغيف واحد فقط أو أقل، في حين لا تجد آلاف العائلات ما تطعمه لأطفالها.
الانهيار الصحي بدوره فاقم الأزمة، حيث لا يمكن علاج سوء التغذية الحاد، أو التعامل مع الحالات الطبية الطارئة، نتيجة نقص الأدوية وانهيار المستشفيات.
الحصار الخانق: سلاح الموت الجماعي
يُعد الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا السبب الرئيسي في هذه الكارثة الممتدة، لكنه اليوم، ومع استمرار العدوان منذ أكتوبر 2023، تحول إلى أداة لتجويع السكان جماعيًا.
منع دخول الغذاء، وعرقلة وصول المساعدات، وقطع الإمدادات الحيوية، كلها ممارسات حولت الحياة في غزة إلى كابوس مفتوح، لا تنجو منه حتى المراكز الإنسانية.
ورغم كل هذه الظروف، تبقى الاستجابة الدولية بطيئة وهامشية، حيث تواجه المنظمات الإغاثية صعوبات هائلة في الوصول، إضافة إلى تسييس المعونات الإنسانية واستخدامها كورقة ضغط، ما يُفاقم الأزمة ويُطيل أمدها.
منظمات عاجزة وصمت دولي قاتل
تقف المنظمات الإنسانية عاجزة أمام الاحتياجات المتصاعدة للسكان، خصوصًا في ظل البيروقراطية السياسية، والعراقيل الأمنية المفروضة على دخول المساعدات.
وفي الوقت ذاته، يتجاهل المجتمع الدولي حجم الكارثة، مكتفيًا بالبيانات التصريحية دون تحرك فعلي على الأرض.
وبحسب منظمات دولية، فإن غزة تقترب من مجاعة شاملة، لا سيما في الشمال، حيث انعدمت مقومات الحياة تمامًا، وخرجت معظم شبكات توزيع الغذاء والماء عن الخدمة.
غزة لا تحتاج فقط إلى الغذاء... بل إلى موقف إنساني
إن ما تحتاجه غزة اليوم لا يقتصر على مساعدات غذائية وإغاثية آنية، بل يتطلب موقفًا دوليًا حاسمًا يضع حدًا لهذا الحصار الظالم، ويُعيد للمدنيين حقهم في الحياة الكريمة.
فالاستمرار في تجاهل المجاعة قد يؤدي إلى كارثة تفوق في آثارها قصف الطائرات، لأن الجوع لا يقتل فجأة، بل ينخر الأجساد ببطء، ويفتك بالأرواح في صمت.
المجاعة في غزة ليست أزمة... بل جريمة مستمرة
ما يجري اليوم في غزة هو جريمة متكاملة الأركان ضد الإنسانية، يُمارس فيها التجويع كسلاح، ويُفرض الحصار كأداة لإبادة بطيئة، بينما يقف العالم مكتوف الأيدي.
والسؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى سيبقى الجوع يحاصر غزة؟ وهل سيتحرك الضمير العالمي قبل أن تُطوى صفحة أخرى من الموت الجماعي على أيدي الجوع والصمت؟









