غزة بين حافة الانفجار ومعركة الأسرى: تقدير موقف عسكري – أمني

profile
  • clock 26 يوليو 2025, 7:58:08 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رامي أبو زبيدة

في ظل تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، وتفاقم كارثة التجويع والتشريد، كشفت مصادر عسكرية وأمنية مطلعة عن تقدير موقف جديد يفيد بوجود تحولات مقلقة في ملف الأسرى الإسرائيليين، بعد تعثر طويل في مسار المفاوضات السياسية، وتزايد التصريحات المتشددة من قادة الاحتلال، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، اللذين لوّحا بالخيار "المجرّب": الحسم العسكري.

الخيار المجرّب.. مجددًا

بحسب التقدير، فإن "إسرائيل" جرّبت خلال الـ21 شهرًا الماضية مختلف الوسائل العسكرية العلنية والسرية، من اجتياحات محدودة، وضربات جوية مركزة، وعمليات استخبارية خاصة، لكن أياً من تلك الوسائل لم يُفلح في تحرير الأسرى أو الوصول إليهم.

اليوم، ومع انسحاب واشنطن نسبيًا من ملف التفاوض، وتحولها لتوفير غطاء سياسي لأية عملية عسكرية خاصة، تعود تل أبيب للرهان على أدوات قديمة لم تثبت جدواها ميدانيًا، ما يزيد من خطر التصعيد غير المحسوب في غزة، أو في الخارج عبر عمليات اغتيال واعتقال تستهدف قيادات في الشتات.

جهوزية المقاومة.. ورسائل الردع

المقاومة الفلسطينية، رغم استنزافها خلال شهور الحرب الطويلة، رفعت جهوزية وحدات الحماية والتأمين الخاصة بالأسرى. ووفقًا للمصادر، تم تفعيل بروتوكول الردع الحاسم المعروف بـ"التخلص الفوري"، كرسالة واضحة لقيادة الاحتلال: أي محاولة إنقاذ قسرية سيكون ثمنها غاليًا.

كما تم تعميم تحذيرات أمنية مشددة إلى الكوادر القيادية خارج فلسطين، خشية استهدافهم بعمليات اختطاف أو اغتيال، خاصة في العواصم الإقليمية القريبة.

هشاشة المشهد وانفجار محتمل

يأتي هذا التصعيد الأمني في وقت تعاني فيه غزة من انهيار كامل في البنية الإنسانية: مجاعة متفاقمة، تشريد واسع، وانهيار صحي، فيما تستمر "إسرائيل" في فرض حصار مزدوج: عسكري وإنساني.

البيئة الحالية تجعل أي تحرك عسكري خاطف محفوفًا بمخاطر كبرى، خصوصًا أن المقاومة باتت تعتمد على تكتيكات المجموعات الصغيرة وحرب الاستنزاف لا المواجهة المباشرة، ما يعني أن أي احتكاك قد يُطلق شرارة تصعيد أوسع، في ظل هشاشة الوضع الداخلي وانعدام الأفق السياسي.

بين تهديدات الاحتلال، واستعدادات المقاومة، وتآكل أعصاب الشارع الغزي، يقف القطاع على حافة انفجار غير محسوب. المواجهة بشأن ملف الأسرى مرشّحة للتصاعد، لكنها تحمل في طيّاتها مقامرة غير مضمونة، سواء على المستوى الأمني أو الإنساني.

غزة اليوم ليست فقط ساحة مواجهة، بل صندوق بارود ينتظر شرارة.. ومن يدفع الثمن كالعادة هو المواطن الفلسطيني: جوعًا، رعبًا، انتظارًا، ومجهولًا مفتوحًا على كل الاحتمالات.

التعليقات (0)