عيد في زمن الانهيار الإنساني

عيد بلا أضاحي.. من السودان إلى غزة: المجازر تكسر فرحة العيد

profile
  • clock 8 يونيو 2025, 2:42:11 م
  • eye 431
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

بينما يُفترض أن يكون عيد الأضحى مناسبة للفرح والتكافل، بات في مناطق عربية عديدة رمزًا للدموع والدماء والحرمان. من السودان الذي يعاني من حرب أهلية دامية إلى غزة المحاصرة التي تنزف تحت قصف لا يتوقف، تمر أيام العيد ثقيلة، تُحاكي وجع الشعوب المنسية في ذاكرة العالم.

في غزة: تكبيرات العيد تُغتال بالقذائف

لم يعرف الفلسطينيون في قطاع غزة طعم العيد هذا العام، فبدلاً من أصوات الأضاحي وتكبيرات المساجد، ارتفعت أصوات القصف والغارات الجوية.
منذ فجر أول أيام العيد، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

وفي بيان مشترك لفصائل المقاومة، أكدت أن "لا تهدئة دون وقف الإبادة الجماعية"، مشددة على أن أي محاولات للوساطة لن تنجح ما دامت آلة الحرب الإسرائيلية مستمرة في قصف المدنيين وتدمير المنازل فوق رؤوس سكانها.

الضفة الغربية.. عيد في مرمى الرصاص

الضفة الغربية لم تكن أوفر حظًا، إذ واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم والاعتقالات في مدن وبلدات عدة، بالتزامن مع استهداف مباشر للمواطنين في محيط نابلس وجنين وطولكرم.

ورغم الحصار والمداهمات، خرج مئات الفلسطينيين إلى أداء صلاة العيد في المساجد والخيام، مرددين شعارات دعم للمقاومة في غزة، ومطالبين المجتمع الدولي بوقف شلال الدم الفلسطيني.

السودان.. عيد الأضحى على وقع الحرب الأهلية

أما في السودان، فقد جاء عيد الأضحى وسط صراع دموي مستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح الملايين وتفشي الجوع والمرض في مختلف أنحاء البلاد.

في مدن مثل الخرطوم ودارفور وكُردفان، تحوّلت الساحات من أماكن صلاة إلى ميادين مواجهات، وعلت صرخات الأمهات بدلًا من التكبيرات.
المجازر لا تفرق بين شيخ وطفل، والعيد لا يحمل في جعبته سوى صور الدمار والألم.

أطفال غزة.. العيد تحت القصف

في غزة، كيف يقضي الأطفال يومهم تحت القصف؟ الإجابة مريرة ومؤلمة. فبدلًا من اللعب بالألعاب الجديدة، يمضون يومهم في الملاجئ والمستشفيات والمقابر.
أحمد (9 سنوات) يقول: "كان نفسي ألبس جديد، بس خيمتنا انحرقت، وأخويا الصغير مات."
أما الطفلة مريم فتتساءل: "ليش العيد عنا كله دم؟ وين بابا؟ ليش ما رجع؟"

مشاهد الأطفال الذين يجرّون حطام ألعابهم المكسورة وسط الأنقاض، ويبحثون عن آبائهم بين جثث الشهداء، تختصر واقعًا لا يمكن تبريره ولا السكوت عليه.

المقاومة ترد.. وشعب لا ينكسر

ورغم القصف، تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية أنها ماضية في الدفاع عن شعبها، وأنها لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن وقف العدوان ورفع الحصار.
وفي تصريح للقسام وسرايا القدس، جددت الفصائل تعهدها بمواصلة المقاومة حتى "يتوقف الذبح ويعود العيد عيدًا".

عيد في زمن الانهيار الإنساني

عيد الأضحى هذا العام يمر على الأمة الإسلامية في ظل انهيار إنساني شامل في أكثر من بلد عربي. من السودان المنكوب إلى غزة الصامدة، تُكسر فرحة العيد بسكاكين القصف لا بسكاكين الأضاحي، وتُذبح الطفولة على مرأى العالم.

ولا تزال الرسالة واحدة: العيد لا يُختصر في تهنئة، بل في كرامة الشعوب، وحق الأطفال في أن يعيشوا بسلام.

التعليقات (0)