-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
عيد الأضحى في العالم الإسلامي وسط الصراعات: احتفالات باهتة وظلال من الألم
غزة: عيد تحت الركام
عيد الأضحى في العالم الإسلامي وسط الصراعات: احتفالات باهتة وظلال من الألم
-
8 يونيو 2025, 2:56:44 م
-
426
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في الوقت الذي يَعتبر فيه المسلمون حول العالم عيد الأضحى مناسبة للفرح والتكافل، جاءت احتفالات هذا العام في أجواء مختلفة تمامًا في العديد من الدول الإسلامية، حيث طغت الحروب والصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية على مظاهر العيد، وأثّرت بعمق على طقوسه، خاصة في المناطق المنكوبة.
غزة: عيد تحت الركام
في قطاع غزة، تحوّل صباح العيد إلى موكب من الجنازات. تكبيرات المساجد اختلطت بأصوات القصف، والضحايا تزايدوا في أول أيام العيد و الأضاحي غابت بالكامل، والفرح أُعدم على بوابة الخيام والملاجئ و العائلات تفرّقت، وآلاف الأطفال قضوا العيد يتامى ومصابين ومشردين.
السودان: عيد داخل النزاع المسلح
في السودان، خاصة في ولايات مثل الخرطوم ودارفور، عاش الناس عيدهم في ظل نيران حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من عام.
صلاة العيد أُقيمت داخل مراكز النزوح، والأضاحي نادرة، إن لم تكن منعدمة و الاحتفالات اقتصرت على الدعاء بالنجاة، في ظل انقطاع الكهرباء والخبز والدواء.
اليمن: عيد منقسم بين الحرب والجوع
اليمنيون لم يعيشوا عيدًا موحدًا؛ في بعض المناطق أدّى الناس صلاة العيد وسط استقرار نسبي، بينما عاش آخرون العيد على وقع الاشتباكات المسلحة و الغلاء الفاحش وانقطاع المرتبات أثّرا بشكل كبير على طقوس العيد، فلا زيارات عائلية، ولا ملابس جديدة، ولا أضاحي في معظم الأحياء الشعبية.
سوريا: بين الركام والحنين
في سوريا، وبالأخص في المخيمات الحدودية والشمال السوري، حاول الناس إحياء شعائر العيد رغم الدمار والفقر.
سجادات الصلاة وُضعت على الأرضيات الترابية، والأضاحي باتت حلمًا بعيد المنال لكن الأمل لم يغِب تمامًا، فقد حرص الأهالي على إسعاد الأطفال بأبسط الوسائل.
ليبيا: فرحة العيد مكبّلة بالأزمة
في ليبيا، جاء العيد وسط أزمة سياسية متجذرة، ومحاولات متكررة لفرض الاستقرار و أُقيمت الصلوات في الساحات، وذُبحت بعض الأضاحي، لكن الوضع الاقتصادي المتردّي جعل من العيد احتفالًا باهتًا بالنسبة لغالبية المواطنين.
باكستان وأفغانستان: عيد في ظل الفيضانات والخوف
في باكستان، غمرت مياه الفيضانات منازل آلاف السكان، فتأثرت أجواء العيد أما في أفغانستان، فقد ترافقت أجواء العيد مع توتر أمني وخوف من الهجمات، ومع ذلك شهدت المدن الكبرى إقامة جماعية لصلاة العيد.
تونس والمغرب والأردن ومصر: مظاهر العيد بين القيود الاقتصادية والروح المعنوية
في دول مثل المغرب وتونس ومصر والأردن، جاء العيد مصحوبًا بتحديات اقتصادية خانقة ورغم ذلك، خرج المواطنون لأداء الصلاة في الميادين، وتمسكوا بطقوس العيد قدر المستطاع، خصوصًا في الزيارات العائلية ومشاركة الحلويات.
هذا العيد كان عنوانًا للفجوة بين الشعوب الإسلامية: بعضهم يذبح الأضاحي، وآخرون يُذبحون دون ذنب فالعيد الذي يجب أن يكون رمزًا للوحدة والرحمة، بات مرآةً تعكس انقسامات سياسية، وانهيارات اقتصادية، وأزمات إنسانية تتطلب إنقاذًا عاجلًا لا تهنئة موسمية فقط.










