تكبير الخط تصغير الخط

خاص موقع 180 تحقيقات

في مقابلة خاصة أجراها موقع 180 تحقيقات، كشف الكاتب الصحفي والأكاديمي العراقي البارز أ.د. عبد الكريم الوزان عن الأسباب الجوهرية التي تعيق تقدم المفاوضات المتعلقة بالأزمة الفلسطينية، رغم الضغوط الأمريكية المكثفة الساعية لتهدئة الأوضاع.

إسرائيل "غير مؤتمنة".. وحماس الأكثر اعتراضًا

وصف الوزان الجانب الإسرائيلي بأنه غير مضمُون ولا مؤتمن، مشيرًا إلى أن هذه القناعة لا تقتصر فقط على الشارع العربي، بل تشكّل ركيزة أساسية في موقف حركة حماس، التي تُعد من أكثر الجهات رفضًا للمراوغات الإسرائيلية وتعبيرًا عن عدم الثقة بها.

وأضاف: "المفاوضات تنهار لأن إسرائيل ببساطة لا تُؤتمن، ولا تفي بتعهداتها، وهذا ما تدركه حماس جيدًا، بل وتُجاهر به."

الضغوط الأمريكية.. انحياز مغلّف

ورغم المساعي الأمريكية المتواصلة لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، يرى الوزان أن الضغوط الأمريكية "قريبة إلى الأطماع الإسرائيلية"، حتى وإن أظهرت واشنطن شيئًا آخر في العلن.

وأوضح في حديثه أن الولايات المتحدة تمارس ازدواجية في الخطاب السياسي، حيث تدعو ظاهريًا إلى التهدئة، بينما تدعم تل أبيب عسكريًا وسياسيًا، ما يخلق بيئة تفاوضية مشوّهة وغير متوازنة.

انهيار المفاوضات ليس مفاجئًا

أشار أ.د. عبد الكريم الوزان إلى أن انهيار المفاوضات لم يكن مفاجئًا، بل كان متوقعًا منذ البداية، في ظل غياب الضمانات الحقيقية والتوازن بين الأطراف، موضحًا أن المفاوضات لا يمكن أن تُبنى على "حُسن النوايا" فقط، بل على آليات واضحة تُلزم الجميع وتحمي الحقوق.

 

رسالة إلى المجتمع الدولي

وفي ختام حديثه، دعا الوزان المجتمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بالمواقف الرمزية، والضغط الجاد من أجل إيجاد صيغة تفاوض عادلة وملزِمة، مشددًا على أن غياب العدالة الدولية هو السبب الجوهري في استمرار النزاعات وتكرار الفشل السياسي في المنطقة.