-
℃ 11 تركيا
-
26 سبتمبر 2025
على خطى النازية.. نتنياهو يأمر ببث خطابه لسكان غزة عبر مكبرات صوت
على خطى النازية.. نتنياهو يأمر ببث خطابه لسكان غزة عبر مكبرات صوت
-
26 سبتمبر 2025, 12:34:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات لبث خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة داخل قطاع غزة اليوم الجمعة عبر مكبرات صوت ضخمة ستوضع «على شاحنات وجدران» قرب حدود القطاع. ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر في قيادة الجبهة الجنوبية أن المكبرات ستنصب على شاحنات وجدران عند الخط الحدودي، فيما أفادت القناة الإسرائيلية 12 بأن رئاسة الوزراء طلبت من الجيش تنفيذ الخطوة.
أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا أكد فيه أن الإجراء يأتي «في إطار الجهود الإعلامية» وأن الجهات المدنية وبالتعاون مع الجيش ستضع مكبرات صوت على الشاحنات عند حدود قطاع غزة لبث «خطاب نتنياهو التاريخي» أمام الجمعية العامة.
اعتراضات داخلية وغضب عائلات الجنود
أثارت الخطوة اعتراضات واسعة في الأوساط العسكرية والمدنية. ووصفت صحيفة هآرتس تصريحًا لضابط رفيع في الجيش القرار بأنه «قرار مجنون»، بحسب المصدر ذاته.
كما نقلت القناة الرسمية «كان» قيام أهالي جنود يتواجدون في غزة بالاحتجاج على وضع المكبرات، واعتبر الأهالي أن «ذلك يعرض حياة أبنائنا للخطر» ووصفوا الإجراء بأنه «غير قانوني بشكل واضح».
تشاهد وسائل التواصل مقاطع نشرها جنود وصحفيون تُظهر شاحنات مجهزة بمكبرات صوت قرب حدود غزة، ما أثار مزيدًا من الجدل واندفاعًا في مواقع التواصل نحو مقارنات وتأويلات شديدة اللهجة.
نتنياهو على خطى هتلر
انتشرت على منصات التواصل مقارنات واستنكار وصلت إلى مستوى استحضار تجارب تاريخية مظلمة، إذ غرّد ناشطون ومستخدمون بأن فكرة استخدام مكبرات صوت لبث خطابات رسمية على نطاق قرب أماكن احتجاز أو سيطرة «ليست جديدة» وأن النظام النازي استخدم مكبرات صوت وموسيقى وبثّ خطبًا وأغانٍ في معسكرات مثل أوشفيتز وداخاو وبوخنفالد بغرض رفع معنويات الحراس وترهيب المعتقلين وإيصال إحساس بالسيطرة الدائمة للنظام على كل مكان.
المقارنات وصفتها مصادر إعلامية ونشطاء بأنها «تشبيه استفزازي»، فيما اعتبر آخرون أن مجرد تكرار وسيلة إعلامية استخدمها النازيون ينبغي أن يطرح تساؤلات أخلاقية وقانونية حول استخدام القوة الإعلامية مقابل مدنيين وقاطني مناطق حرب. الصحفي بن كاسبيت وآخرون تناولوا هذه الزاوية في تعليقات وتحليلات أثارت نقاشًا حادًا في الأوساط الإسرائيلية.
تبرير رسمي وإصرار على البث
من جهته، برّرت رئاسة الوزراء خطوة البث بأنها جزء من «الجهود الإعلامية» المتصلة بخطاب رئيس الحكومة أمام الجمعية العامة، وقالت إن التنسيق تم بالتعاون مع الجهات المدنية والجيش. مصادر في مكتب نتنياهو أكدت أن الهدف إدخال رسالة خطية مباشرة لسكان القطاع في سياق خطاب دولي كبير.
تداعيات ميدانية وقانونية محتملة
المعارضون يشيرون إلى مخاطرة أمنية وقانونية: تعريض حياة الجنود والمدنيين للخطر عبر تجمّع معدات قرب خط تماس أو استثارة ردود فعل ميدانية قد تؤدي إلى تفجير مواقف خطيرة. كما أن هناك تساؤلات حول مدى مطابقة هذه الخطوة لالتزامات القانون الدولي الإنساني تجاه السكان المدنيين في سياق نزاع مسلح.
وقال معلقون إن قرار البث بهذا الشكل يعكس رغبة في إيصال خطاب داخلي وخارجي في آن واحد: خطاب موجه أولًا إلى الجمهور الإسرائيلي والدولي من باب التأكيد على موقف قيادي، وثانيًا محاولة «تبصيم» رسالة مباشرة داخل غزة. لكن النقاش الحالي يظهر أن هذه الوسيلة قد تسببت في نتائج عكسية داخل إسرائيل نفسها، إذ قوبلت بمخاوف أمنية، وانتقادات أخلاقية، ومقارنات تاريخية مستنكرة.








