-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
عرض أمريكي مشروط لحزب الله: نزع السلاح مقابل إعادة إعمار لبنان وانسحاب إسرائيلي
عرض أمريكي مشروط لحزب الله: نزع السلاح مقابل إعادة إعمار لبنان وانسحاب إسرائيلي
-
23 يوليو 2025, 10:01:48 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
في تحليل نشرته صحيفة الأوبزرفر البريطانية تحت عنوان "على حزب الله أن يقرّر: نزع السلاح أم القتال أم التحوّل إلى السياسة"، يستعرض الكاتب أوليفر مارسدن المرحلة الدقيقة التي يمر بها حزب الله اللبناني، حيث يقف – حسب تعبيره – "أمام أهم قرار في تاريخه الممتد لأربعة عقود"، في ظل عزلة متزايدة، وإنهاك سياسي وعسكري، وتآكل واضح في الغطاء الشعبي والإقليمي.
المقال يسلط الضوء على عرض أمريكي قيد التداول، يتضمن إعادة إعمار لبنان، وإنعاش اقتصاده المنهار، ووقف آلة الحرب الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، بل والانسحاب من أراضٍ لبنانية محتلة، وإطلاق سراح أسرى لبنانيين – كل ذلك مقابل تخلي حزب الله عن سلاحه بشكل كامل، في خطوة ستنهي عمليًا دوره العسكري وتحوّله إلى حزب سياسي صرف.
بين سلاح المقاومة والضغط الدولي
مارسدن أشار إلى أن هذا العرض يُطرح في وقت لا يزال فيه حزب الله يستمدّ جزءًا كبيرًا من شرعيته من موقعه في "محور المقاومة"، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، التي ألحقت بالحزب خسائر باهظة على المستويين البشري والسياسي، وجعلته يبدو "أكثر عزلة من أي وقت مضى"، بعدما تشرذم حلفاؤه الإقليميون والمحليون، وباتت الدولة اللبنانية غائبة تمامًا عن المشهد الأمني والعسكري في الجنوب.
لكن ورغم هذه الضغوط، لا يزال نزع سلاح الحزب، بحسب المقال، محط خلاف كبير داخل لبنان وخارجه، إذ يعتبره البعض "تهديدًا وجوديًا" لطبيعة الحزب وهويته، كما عبّر عن ذلك أستاذ العلوم السياسية هلال خشان من الجامعة الأمريكية في بيروت، الذي قال: "حزب الله ليس شيئًا من الماضي... ربما تضرر، لكنه لم ينته".
ويضيف مارسدن أن هذا التيار الرافض لتجريد الحزب من سلاحه يتساءل عن عدالة الطرح: "لماذا يُطلب من حزب الله أن يلقي سلاحه، بينما تستمر إسرائيل في قتل المدنيين، دون أن تتحرك أي منظمة دولية لوقفها؟"، في إشارة إلى ازدواجية المعايير الغربية وتواطؤ المجتمع الدولي مع العدوان الإسرائيلي المتكرر على لبنان وفلسطين.
حزب الله: بين الدولة والدويلة
المقال يعيد طرح السؤال القديم الجديد حول موقع حزب الله داخل الدولة اللبنانية، مشيرًا إلى أنه لطالما اعتُبر "دولة داخل الدولة"، وأن الجيش اللبناني الرسمي ظلّ مغيبًا ومهمشًا في حضرة القوة العسكرية الضخمة للحزب، التي تتفوق على تسليح الجيش ومرونته القتالية.
ورغم تراجع الشعبية السياسية للحزب في بعض الأوساط اللبنانية، إلا أن مرتكزه الاجتماعي لا يزال قويًا، حيث يملك شبكة خدمات كبيرة تضم مدارس ومستشفيات وأسواقًا مدعومة وعربات إسعاف، وهو ما يُبقيه حاضرًا بقوة في المشهد الشعبي، حتى مع تراجع الهيبة العسكرية إثر الضربات الإسرائيلية المتواصلة، كما يلاحظ مارسدن.
ضغط اقتصادي وإيراني
أما على المستوى المالي والسياسي، فقد دخل حزب الله مرحلة شديدة الحساسية، بحسب الكاتب، في ظل انهيار البنية التحتية اللبنانية، وحاجة البلد الماسة لإعادة الإعمار، بالتزامن مع انشغال إيران – الراعي الإقليمي للحزب – بمشاكلها الداخلية والاقتصادية، وهو ما يجعل الدعم التقليدي للحزب عرضة للتآكل أو التراجع الحاد.
مارسدن يرى أن الحزب بات محاصرًا بين ضغوط داخلية تتعلق بالاقتصاد والانقسام المجتمعي، وخيارات خارجية تحاصره سياسيا وعسكريًا، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يلوّحون بعروض اقتصادية مغرية مقابل نزع السلاح، لكن دون تقديم ضمانات جدية ضد الخطر الإسرائيلي، وهو ما يضع الحزب أمام معضلة استراتيجية وجودية.







