تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

كتب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل، مقالاً يهاجم فيه سياسات حكومة نتنياهو في الحرب على غزة، مؤكداً أن إسرائيل لم تعد قادرة على إنكار استخدامها سياسة التجويع الممنهج، لا على مستوى الفعل، ولا على مستوى الخطاب الرسمي لبعض وزرائها وجنرالاتها المتقاعدين.

وأشار هرئيل إلى أن هذه السياسة فُضِحت أمام العالم، لا سيما في ظل تحذيرات مسبقة صدرت عن منظمات دولية وأخرى من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وأضاف أن خضوع نتنياهو مؤخراً لضغوط أمريكية دفعه إلى تغيير جزئي في السياسة، عبر السماح بوقفات إنسانية، وفتح الطرق أمام شاحنات الإغاثة، وحتى إسقاط مساعدات جواً.

لكن هذه التنازلات، كما يرى هرئيل، ليست سوى غطاء مرحلي لخداع حلفائه في اليمين، مثل بن غفير وسموتريتش، عبر الترويج لوهم "المعركة الحاسمة" المقبلة ضد حماس، والتي "ستُطلق بمجرد المصالحة مع ترامب"، بحسب الرواية الرسمية.

وحذر هرئيل من أن وجود شخصيات مثل سموتريتش وبن غفير داخل الحكومة يضمن استمرار الحرب، لا من أجل الأمن، بل لاستكمال مشروع الضم في الضفة الغربية. فهم يدركون أن المعركة الطويلة بلا نهاية توفر لهم غطاء سياسياً وإعلامياً لفرض سيطرة تدريجية على الضفة.

وعلى الصعيد العسكري، كشف هرئيل أن رئيس الأركان إيال زامير يؤيد صفقة لتبادل الأسرى، ويعتقد أن الجيش قادر على احتواء حماس دون إسقاطها بالكامل. كما تحدّث عن استراتيجية جديدة تقوم على تطويق واستنزاف ما تبقى من القطاع، دون الدخول في حرب شاملة.

وأوضح هرئيل أن التسريبات الأخيرة بشأن استدعاء الاحتياط لمدة 74 يوماً لم تكن عشوائية، بل إشارة ضمنية من زامير بأن خيار اجتياح غزة بالكامل سيكون كارثيًا من حيث الدماء والتكاليف.

واختتم هرئيل مقاله بالإشارة إلى حملة يقودها إعلام اليمين لمحاصرة تقارير انتحار الجنود ورفضهم العودة إلى غزة، قائلاً إن كسر المرآة لن يُغيّر الحقيقة: إسرائيل تعيش "حرباً أبدية" تخدم الحكومة، لكنها تنهك الجيش والمجتمع، وتحطم ما تبقى من “أخلاقيات الدولة”، على حد وصفه.