دعوة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات

عاجل | مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: الحل العسكري ليس ممكناً في غزة

profile
  • clock 30 أغسطس 2025, 2:02:43 م
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غزة

محمد خميس

أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الحل العسكري للصراع الدائر في غزة "ليس ممكناً"، مشددة على أن استمرار العمليات العسكرية لا يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة الإنسانية وتصاعد التوتر الإقليمي.
وأشارت المسؤولة الأوروبية في تصريحاتها إلى أن الاتحاد يناقش "خيارات متعددة حول كيفية التعامل مع إسرائيل"، لكنها لفتت في الوقت ذاته إلى وجود "خلاف بين الدول الأعضاء بشأن الموقف الأمثل".

الاتحاد الأوروبي: لا بديل عن الحل السياسي

قالت المسؤولة إن "ما نشهده في غزة يثبت بشكل قاطع أن الحل العسكري غير قابل للتطبيق"، داعية إلى العودة للمسار السياسي والدبلوماسي من أجل إنهاء الحرب.
وأضافت أن الحرب على غزة خلفت آلاف الضحايا، وأدت إلى تدمير واسع للبنية التحتية، مشيرة إلى أن "الطريق الوحيد القابل للحياة هو التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضمن حقوق الفلسطينيين وأمن الإسرائيليين في آن واحد".

نقاشات أوروبية حول كيفية التعامل مع إسرائيل

وكشفت المسؤولة عن وجود خيارات مطروحة للنقاش داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع الحكومة الإسرائيلية في ظل استمرار الحرب.
وقالت: "هناك مجموعة من الأفكار، من بينها تعزيز الضغوط السياسية والدبلوماسية، أو مراجعة اتفاقيات التعاون القائمة مع إسرائيل"، لكنها لم تذكر تفاصيل محددة.
وأكدت أن هذه الخيارات ما زالت قيد البحث، وأن المداولات ستستمر بين وزراء خارجية الدول الأعضاء خلال الأسابيع المقبلة.

خلافات بين الدول الأعضاء

أبرزت المسؤولة الأوروبية أن هناك انقساماً داخل الاتحاد حول درجة الحزم المطلوب في التعامل مع إسرائيل. فبينما تدعو بعض الدول، مثل إيرلندا وإسبانيا وبلجيكا، إلى موقف أكثر تشدداً يشمل فرض عقوبات أو تعليق اتفاقيات، تفضل دول أخرى كألمانيا والمجر اتباع نهج أكثر حذراً يركز على الوساطة والدعوة للتهدئة.
وقالت: "الاتحاد الأوروبي يعمل بالتوافق، ومن الطبيعي أن تظهر اختلافات في وجهات النظر، لكن ما يوحدنا هو قناعتنا أن الحل العسكري لن ينهي الصراع".

دعوة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات

في سياق متصل، جددت المسؤولة الأوروبية دعوة الاتحاد إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات إلى غزة، مؤكدة أن الوضع الإنساني هناك "كارثي بكل المقاييس".
وأشارت إلى أن صور المجاعة ونقص الدواء وانهيار المستشفيات "تُحرج الضمير الأوروبي"، وتجعل من الضروري تكثيف الضغط على الأطراف كافة لتمكين المنظمات الإنسانية من القيام بدورها.

الاتحاد الأوروبي بين الضغوط الداخلية والخارجية

يواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطاً متزايدة، سواء من الرأي العام الأوروبي الذي يطالب بموقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، أو من الولايات المتحدة التي تدعو إلى استمرار الدعم لإسرائيل مع التركيز على "حماية المدنيين".
ويرى محللون أن هذه الضغوط المتناقضة تجعل من مهمة صياغة موقف أوروبي موحد مهمة بالغة التعقيد. ومع ذلك، فإن تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية تعكس إدراكاً متنامياً بأن استمرار الحرب على غزة يقوض الاستقرار الإقليمي ويضر بمصالح أوروبا الاستراتيجية.

أصوات أوروبية متباينة

في مدريد، صرح رئيس الوزراء الإسباني بأن بلاده ستواصل الدفع نحو اعتراف أوسع بدولة فلسطين كخطوة ضرورية لتحقيق السلام.

أما في برلين، فالحكومة الألمانية تؤكد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنها تدعو في الوقت نفسه إلى إدخال المساعدات الإنسانية وتجنب سقوط المدنيين.

في بروكسل، أطلق نواب أوروبيون عريضة تطالب بفرض حظر على صادرات الأسلحة لإسرائيل حتى توقف الحرب على غزة.

الأبعاد الإنسانية والسياسية

تصريحات المسؤولة الأوروبية حول "استحالة الحل العسكري" تحمل بعدين رئيسيين:

إنساني: إذ تضع التركيز على حجم الكارثة في غزة، حيث يعيش المدنيون تحت الحصار والقصف دون مقومات أساسية للحياة.

سياسي: حيث تشير إلى أن الحرب، بدلاً من القضاء على المقاومة الفلسطينية، قد تؤدي إلى تعزيزها وزيادة حدة التوتر في المنطقة.

هل يتبلور موقف أوروبي موحد؟

مع اتساع الهوة بين الدول الأعضاء، يظل السؤال الأبرز: هل يستطيع الاتحاد الأوروبي التوصل إلى موقف مشترك أكثر حزماً تجاه إسرائيل؟
يرى مراقبون أن الاتحاد الأوروبي قد يجد نفسه مضطراً إلى اتخاذ خطوات عملية مثل ربط المساعدات أو الاتفاقيات الاقتصادية بمدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي. لكن الأمر يعتمد على قدرة الدول الأعضاء على تجاوز خلافاتها وتغليب المصلحة الجماعية.

تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي تمثل اعترافاً واضحاً بأن الحل العسكري في غزة غير ممكن، وأن الاستمرار في الحرب لن يجلب سوى المزيد من المآسي.
لكن التحدي الأكبر أمام أوروبا يتمثل في بلورة موقف موحد قادر على الضغط الفعلي من أجل وقف الحرب وبدء مسار سياسي جديد.
وفي ظل الانقسام الحالي بين الدول الأعضاء، يبقى مستقبل الدور الأوروبي رهناً بمدى قدرتها على التحلي بالشجاعة السياسية واتخاذ خطوات تتجاوز حدود التصريحات إلى إجراءات ملموسة تحفظ حياة المدنيين وتعيد الأمل في سلام عادل ودائم.

التعليقات (0)