أزمة إنسانية متفاقمة بسبب نقص الوقود

عاجل | المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة: صعوبات كبيرة تواجه الطواقم بسبب نقص الوقود في القطاع

profile
  • clock 20 أغسطس 2025, 1:43:36 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تصريح عاجل اليوم، أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أن الطواقم العاملة تواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة النقص الحاد في الوقود داخل القطاع، الأمر الذي يهدد بتعطيل عمل سيارات الإسعاف ومعدات الإنقاذ والإطفاء، ويضاعف من حجم الكارثة الإنسانية المستمرة منذ أشهر. ويأتي هذا الإعلان في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة من أزمة خانقة تشمل مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها القطاع الصحي والخدمات الطارئة.

أزمة إنسانية متفاقمة بسبب نقص الوقود

أوضح المتحدث أن الدفاع المدني أصبح غير قادر على تغطية كل نداءات الاستغاثة بسبب محدودية الإمكانيات، حيث تحتاج سيارات الإسعاف وآليات الإطفاء إلى كميات كبيرة من الوقود للتنقل والوصول إلى أماكن الاستهداف أو مناطق الحوادث. ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود، يزداد الوضع سوءًا ويضع حياة آلاف المدنيين في خطر داهم.

ويؤكد الخبراء أن استمرار نقص الوقود في غزة لا يؤثر فقط على عمل الدفاع المدني، بل ينعكس سلبًا على المستشفيات، محطات المياه، محطات الصرف الصحي، والمخابز، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر منذ سنوات طويلة.

دور الدفاع المدني في إنقاذ الأرواح

يلعب الدفاع المدني في غزة دورًا حيويًا في إنقاذ الأرواح تحت القصف والدمار، حيث يبذل رجال الإنقاذ جهودًا جبارة لانتشال العالقين تحت الأنقاض وإخماد الحرائق الناتجة عن القصف المتواصل. إلا أن نقص الوقود يهدد بتقليص هذه الجهود بشكل كبير، ما يعني فقدان القدرة على الاستجابة السريعة للنداءات الإنسانية العاجلة.

ويشير المتحدث الرسمي إلى أن الطواقم تبذل أقصى ما لديها رغم الإمكانيات المحدودة، لكن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى توقف بعض الآليات الحيوية، مما يضاعف المخاطر على حياة المدنيين.

انعكاسات خطيرة على القطاع الصحي

إلى جانب الدفاع المدني، يواجه القطاع الصحي في غزة كارثة وشيكة نتيجة أزمة الوقود. فالمولدات الكهربائية التي تعتمد عليها المستشفيات تعمل على مدار الساعة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة. وفي حال نفاد الوقود، فإن حياة مئات المرضى داخل غرف العمليات والعناية المركزة وحاضنات الأطفال ستكون في خطر كبير.

ويرى مراقبون أن ربط دخول الوقود بالملف السياسي يزيد من معاناة السكان، ويجعل الأوضاع الإنسانية عرضة لانهيار كامل في أي لحظة.

دعوات عاجلة لإنقاذ الوضع

في هذا السياق، دعا المتحدث باسم الدفاع المدني المؤسسات الدولية والإنسانية إلى التدخل الفوري والعاجل لتأمين الوقود وضمان استمرار عمل سيارات الإسعاف وآليات الإطفاء. وأكد أن الوضع الحالي لا يحتمل أي تأخير، وأن إنقاذ الأرواح يجب أن يكون أولوية قصوى للمجتمع الدولي.

كما ناشد السكان المحليين بضرورة التعاون مع طواقم الإنقاذ وتقديم الدعم المتاح، سواء عبر التبرع بالوقود أو المساعدة في تسهيل حركة الفرق الميدانية.

الحصار وأثره المستمر

لا يمكن فصل أزمة الوقود الحالية عن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، والذي تسبب في شلل شبه كامل للبنية التحتية. فقد عانى القطاع من نقص مزمن في الوقود والمواد الأساسية، لكن الأوضاع في الوقت الحالي باتت أكثر حدة نتيجة التصعيد المستمر واستهداف البنية التحتية الحيوية.

ويرى محللون أن استمرار الحصار ومنع دخول الوقود يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، ويجعل المدنيين هم الضحية الأولى لهذه السياسات، في ظل غياب حلول جذرية أو تحركات فعلية لإنقاذ الوضع.

المقاومة والصمود الشعبي

رغم الصعوبات، يظهر شعب غزة دائمًا قدرة عالية على الصمود في وجه الأزمات. فقد اعتاد السكان على التكيف مع الظروف الصعبة، سواء عبر استخدام بدائل بدائية للطاقة أو المشاركة المجتمعية في دعم المؤسسات الخدمية. ومع ذلك، يبقى الوقود عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه في عمل الدفاع المدني والمستشفيات، ما يجعل الأزمة الراهنة ذات خطورة استثنائية.

إن تصريح المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة اليوم يعكس حجم المأساة التي يعيشها القطاع في ظل نقص الوقود الحاد. فالخدمات الأساسية، وعلى رأسها إنقاذ الأرواح، باتت على المحك. وبينما يواصل رجال الإنقاذ عملهم وسط المخاطر والتحديات، يبقى التدخل الدولي ضرورة عاجلة لمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر. إن استمرار الحصار وتدهور الأوضاع في غزة يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي للوفاء بمسؤولياته الإنسانية، فحياة المدنيين لا تحتمل المزيد من الانتظار

التعليقات (0)