ضرغام القاضي يكتب: الحسين يتجدد فينا كل عام… الثورة الحسينية والخدمة رسالة خالدة

profile
ضرغام القاضي صحفي عراقي
  • clock 10 أغسطس 2025, 12:09:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الثورة الحسينية لم تكن مجرّد حدث تاريخي مضى وانتهى، بل هي مدرسة متجددة في الإيمان والتضحية والعدل ورفض الظلم، تتجاوز حدود الزمان والمكان لتبقى منارة تهدي الأحرار، ونبراسًا يلهم كل من يسعى إلى إصلاح المجتمع وإعلاء كلمة الحق.

لقد استمدّت الخدمة الحسينية جذورها من مواقف أهل البيت (عليهم السلام) وأصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء، أولئك الصفوة الذين جسّدوا أسمى صور الإيثار، فكانوا على استعداد لبذل أرواحهم في سبيل المبدأ، واعتبروا نصرتهم للحسين نصرةً للحق، وصبرهم صبرًا على طريق الإصلاح، ودماءهم قربانًا لحرية الإنسان وكرامته.

ومنذ ذلك اليوم الخالد في كربلاء، توارثت الأجيال هذه الروح العظيمة، فتسابق الرجال والنساء، الصغار والكبار، في خدمة زوار الإمام الحسين، باعتبارهم وفد الله وضيوف الحسين. ولم تكن هذه الخدمة عملاً موسميًا أو نشاطًا عابرًا، بل تحولت إلى ثقافة راسخة، ورسالة إنسانية، وعبادة خالصة، هدفها أن تبقى مبادئ عاشوراء حيّة نابضة في القلوب والسلوك.

ارتبط اسم الحسين (عليه السلام) بالقيم الإنسانية العليا: التضحية، الإيثار، نصرة المظلوم، الوفاء بالعهد، ورفض الخنوع للطغاة. ومن رحم هذه القيم وُلدت الخدمة الحسينية، تلك الممارسة الشريفة التي يراها الملايين من المؤمنين وسام شرف لا يُضاهى، لأنها امتداد لخدمة نهضة الإصلاح التي قادها سبط رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله).

وما يميّز هذه الخدمة أنّها لم تتوقف أمام الحروب أو الأزمات الاقتصادية أو الضغوط السياسية، بل كانت تلك التحديات وقودًا يلهب العزائم. فالخدمة الحسينية عهد لا يُنقض، وولاء لا يضعف، ورسالة لا تُمحى. وفي كل عام، ومع اقتراب الأربعين، تتحول الطرق المؤدية إلى كربلاء إلى أنهار بشرية متدفقة، تُفتح فيها البيوت والقلوب، ويقتسم فيها الناس أرزاقهم ووقتهم وطاقتهم مع الزائرين، وكأن كربلاء تتجدد في كل قلب وفي كل طريق.

السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين… ورحمة الله وبركاته


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)