وجع لا يُروى… مجزرة في حضن الحياة

ضحى الصيفي: "أنا أم الشهداء"... صوت من غزة لا يُكتم رغم الجراح

profile
  • clock 21 مايو 2025, 3:25:12 م
  • eye 451
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ضحى الصيفي

في زمن تتكسر فيه المعاني تحت وابل القصف، وتختنق الحقيقة تحت ركام الصمت الدولي، تبقى الكلمات هي الأمل الأخير، والصوت الذي لا يُقهر. "أنا الصوت الذي لم يُكتم رغم الجراح"… هكذا بدأت الصحفية والناجية ضحى الصيفي قصتها التي كتبتها بدمها، لا بحبر القلم.

وجع لا يُروى… مجزرة في حضن الحياة

ضحى الصيفي، فلسطينية من غزة، تسرد قصة فقدٍ لا يشبه غيره، حين خطفت مجزرة صهيونية أطفالها الثلاثة: ريتال، ونور الحق، وأسامة، في لحظة واحدة، من حضنها، من قلب الحياة. بقيت هي بجسدٍ مثقل بالجراح، أما روحها، فتجوب شوارع غزة تفتش عن وجوه أحبائها التي صارت ذكرى أبدية.

تقول الصيفي: "أنا لا أكتب كصحفية فقط، بل كأمٍ نُكبتها الحرب، وكإنسانة تحمل قضية، وكصوتٍ يناضل ليبقى الوجع الفلسطيني حيًا في ضمير العالم."

من الألم… يولد الصوت المقاوم

من عمق الفقد، كتبت ضحى لتؤكد أن صوتها ليس مجرد بكاء على الأطلال، بل وثيقة مقاومة. هي لا توثق الحزن لتتجاوزه، بل لتمنع اندثاره، وتقاوم أن تختفي أسماء أطفالها من ذاكرة العالم. تقول: "رسالتي ليست فقط تذكيرًا بالفقد، بل نداء للضمير الإنساني: نحن لا نُقصف بالأرقام… نحن أسماء، ووجوه، وأحلام خُطفت بقوة الهولوكوست."

ضميرٌ حيّ في وجه صمت العالم

ضحى الصيفي ليست فقط أمًا لثلاثة شهداء، بل ضمير حيّ في وجه موت الضمائر. ترفض أن تُنسى غزة بين تقارير الأمم وموازنات السلاح، وتؤمن أن من نحبهم لا يموتون، إن ظل صوتهم حيًا بيننا.

في كلماتها، لا نجد خطابًا سياسيًا، بل نبض إنساني صادق، وجع أمّ لا يُحتمل، لكنه يتحول إلى طاقة مقاومة. تقول: "لا تطلبوا مني أن أصبر… فأنا راضية بقضاء ربي، لكنني أكتب، وأتحدث، وأوثق، ليس لأنني تجاوزت… بل لأنني أقاوم."

غزة… الحكاية التي لا تنتهي

قصة ضحى الصيفي ليست حالة فردية، بل عنوان لوجع شعب بأكمله. فغزة، التي لا تزال تتعرض للإبادة منذ السابع من أكتوبر 2023، ليست مجرد عنوان نشرة أخبار، بل مدينة تنزف أبناءها في كل لحظة.

وفي ختام رسالتها، كتبت: "ألم الفراق… وجع لا يُقال، بل يُنقش على الروح إلى الأبد." هذه ليست قصة نجاة، بل قصة بقاء الصوت الفلسطيني حيًا رغم الحصار والدمار. هي حكاية ضحى، ولكنها أيضًا حكاية كل أم فلسطينية تكتب بألمها تاريخًا لا يُنسى. فلتبقى كلماتها منقوشة في ضمير الإنسانية، شاهدة على أن الحقيقة لا تموت… ما دام هناك من يكتبها.

#أنا_الناجية
#أم_الشهداء
#غزة
#فلسطين
#شهداء_على_قائمة_الانتظار

التعليقات (0)