تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصعيد خطير جديد، استشهد شخصان صباح اليوم الأربعاء نتيجة غارات إسرائيلية استهدفت بلدتي ياطِر وعين بعال في جنوب لبنان، وذلك ضمن سلسلة هجمات يومية تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

استهداف مباشر لمدنيين: علي سويدان شهيد أثناء رفع الركام

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن رئيس بلدية ياطر، خليل كوراني، أن طائرة مسيّرة إسرائيلية شنت غارة استهدفت المواطن علي حسن عبد اللطيف سويدان، بينما كان يقوم برفع الردم بجرافته من منزله الذي تضرر بفعل الحرب السابقة. وأسفر القصف عن استشهاد سويدان على الفور، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاعتداءات الإسرائيلية بحق المدنيين.

اغتيال مزعوم لأحد عناصر حزب الله

من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي أنه اغتال عنصرًا من "حزب الله" يُدعى حسين نزيه برجي، في منطقة صور جنوب لبنان، واصفًا إياه بأنه "خبير مركزي في مجال إنتاج الوسائل القتالية"، وأنه يعمل ضمن مديرية البحث والتطوير والإنتاج في الحزب، التي قال إنها مسؤولة عن تطوير وصيانة الأسلحة، ومشاريع تصنيع الصواريخ الدقيقة.

شهيد آخر في عين بعال: استهداف مباشر لسيارة مدنية

وفي غارة منفصلة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية في بلدة عين بعال بقضاء صور، ما أدى إلى استشهاد شخص آخر لم يُكشف عن هويته حتى الآن. وأفادت الوكالة الوطنية بأن الغارة وقعت على طريق الحوش – عين بعال، وهي منطقة قريبة من مركز مدينة صور.

خروقات مستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار

تأتي هذه الهجمات في ظل استمرار خرق الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. فوفق بيانات رسمية، ارتكبت إسرائيل أكثر من 3 آلاف خرق منذ بدء سريان الاتفاق، أسفرت عن 203 شهداء و500 جريح على الأقل في جنوب لبنان، إلى جانب أضرار واسعة في البنية التحتية والممتلكات.

احتلال مستمر لأراضٍ لبنانية

إضافة إلى الغارات الجوية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلال خمس تلال رئيسية جنوب لبنان، وهي مناطق لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي منذ الحرب الأخيرة، في انتهاك واضح للسيادة اللبنانية، ولقرارات الأمم المتحدة التي تطالب بانسحاب فوري منها.

حصيلة الحرب: آلاف الشهداء ومئات آلاف النازحين

وكان الاحتلال قد شن عدوانه على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي تحول إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، وأسفر حتى الآن عن أكثر من 4 آلاف شهيد، ونحو 17 ألف جريح، بالإضافة إلى نزوح ما يقارب 1.4 مليون لبناني من المناطق الجنوبية إلى مناطق أكثر أمانًا داخل البلاد.

استمرار التصعيد يُنذر بانفجار واسع

تدل هذه التطورات على أن الوضع في الجنوب اللبناني ما يزال مرشحًا لمزيد من التصعيد، في ظل غياب أي رادع دولي حقيقي لإسرائيل، التي تواصل ضربها عرض الحائط بالقوانين الدولية واتفاقات التهدئة، ما يُنذر بإمكانية انفجار الأوضاع مجددًا في أي لحظة.