الاحتلال يمنع دخول المساعدات لليوم الثالث على التوالي

ضحايا الإبادة بالتجويع: ارتقاء 326 شخصا في 80 يوما.. و300 حالة إجهاض

profile
  • clock 21 مايو 2025, 1:20:18 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يواصل الاحتلال الإسرائيلي، ولليوم الثالث على التوالي، منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة تعكس الإصرار على استخدام الغذاء والدواء كسلاح حرب ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصرين داخل القطاع منذ ما يزيد على 18 عامًا. هذا المنع المتواصل، الذي لا يستند إلى أي مبرر قانوني أو إنساني، يأتي بعد مزاعم أطلقها الاحتلال بالسماح بإدخال المساعدات، ليعود ويتراجع عن ذلك، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية، وفي استكمال لسياسة ممنهجة من العقاب الجماعي والتجويع.

هذا الحصار لم يعد مجرد إجراء عقابي، بل أصبح أداة من أدوات الإبادة الجماعية البطيئة، تُنفذ على مرأى ومسمع العالم، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، التي تؤمن الغطاء السياسي والدبلوماسي والعسكري لهذه الجرائم. ومنذ أكثر من 80 يومًا، تم إغلاق كافة المعابر بشكل كامل، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية داخل القطاع إلى مستويات غير مسبوقة، وتنذر بكارثة إنسانية حقيقية تهدد حياة المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.

ضحايا الحصار: أرقام تعكس وجعًا لا يُحتمل

الكارثة الإنسانية في قطاع غزة لم تعد نظرية أو محتملة، بل هي واقع دامٍ يتجلى في الأرقام الصادمة التي أعلنها المكتب الإعلامي الحكومي. فقد أدت سياسة التجويع الممنهجة إلى وفاة 326 شخصًا خلال 80 يومًا فقط، بينهم 58 ضحية نتيجة سوء التغذية المباشر، و242 آخرين نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن. كما توفي 26 مريض كلى بسبب غياب الرعاية والتغذية الصحية، في ظل انهيار تام للقطاع الصحي.

ولم تسلم النساء من هذا العقاب الجماعي، إذ تم تسجيل أكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل، نتيجة النقص الحاد في العناصر الغذائية الأساسية والرعاية الطبية، ما يكشف فصلاً آخر من فصول الجريمة: تدمير الحياة في مهدها، وتحويل الحمل والولادة إلى مغامرة قاتلة في ظل الحصار. هذه الأرقام وحدها كفيلة بتأكيد أن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل هو إبادة جماعية ممنهجة ومكتملة الأركان، تستهدف الإنسان الفلسطيني في وجوده وصحته وحياته.

صمت دولي وتواطؤ أمريكي

في وجه هذه الجرائم، يواصل المجتمع الدولي التزام الصمت، وتغض الأمم المتحدة طرفها عن الانتهاكات الصارخة لقواعد القانون الدولي الإنساني، في حين تؤمن الولايات المتحدة الغطاء السياسي الكامل للاحتلال، وتمنع أي مساءلة أو محاسبة في المؤسسات الدولية. إن الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، سياسيًا وعسكريًا وماليًا، يجعل من واشنطن شريكة أساسية في هذه الإبادة، ومسؤولة بشكل مباشر عن حصار وقتل وتجويع ملايين الفلسطينيين.

هذا الصمت الدولي، الذي لم يتحرك رغم الأرقام المروعة والنداءات المتكررة، يؤكد أن هناك إرادة متعمدة لترك غزة تموت ببطء، عبر الحصار والتجويع ومنع الدواء والماء والوقود، بينما يُمنح القاتل فرصة مواصلة جرائمه دون رادع.

دعوات عاجلة للتحرك والمحاسبة

في ظل هذه المعطيات الكارثية، يطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية، بالتحرك العاجل والفوري لفتح المعابر، وضمان تدفق المساعدات دون تأخير، والعمل الجاد على إنهاء الحصار الجائر. قطاع غزة بحاجة يوميًا إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود على الأقل لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، ومع كل يوم تأخير، تُزهق أرواح وتُرتكب جرائم.

كما طالب المكتب محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الحقوقية بتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في ملاحقة قادة الاحتلال كمجرمي حرب، والعمل على وقف هذه المجازر والانتهاكات التي تجاوزت كل الحدود.

التعليقات (0)