تذكرة باتجاه واحد

المساعدات كأداة تهجير.. خطة الاحتلال لإفراغ شمال غزة عبر مراكز التوزيع

profile
  • clock 20 مايو 2025, 8:36:17 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتبت: شيماء مصطفى

في تطور جديد يكشف عن الأهداف غير المعلنة للسياسات الصهيونية تجاه قطاع غزة، كشفت إذاعة جيش الاحتلال عبر الصحفي دورون كدوش عن تفاصيل خطة إسرائيلية تهدف إلى إفراغ شمال قطاع غزة من سكانه عبر استخدام آلية توزيع المساعدات الإنسانية وسيلة غير مباشرة لإجبار السكان على النزوح جنوبًا.

مراكز توزيع جديدة.. ليست فقط في رفح

وفق المعلومات، فإن جيش الاحتلال بدأ بإقامة أربعة مراكز توزيع للمساعدات الإنسانية، بالتعاون مع شركات أمريكية، في مواقع مختلفة من قطاع غزة. ورغم أن الأنظار كانت تتجه إلى رفح ومحور موراج، إلا أن أحد المراكز الهامة يُقام جنوب محور نتساريم، على طريق صلاح الدين، وهو موقع استراتيجي في وسط القطاع.

الهدف من إقامة هذا المركز تحديدًا هو تسهيل وصول سكان شمال ووسط القطاع إلى المساعدات، دون الحاجة إلى التوجه نحو رفح. إلا أن هذا التسهيل الظاهري يخفي وراءه خطة أعمق.

مساعدات بـ"تذكرة اتجاه واحد"

بحسب كدوش، فإن الخطة الإسرائيلية تنص على منع أي شخص يعبر جنوب محور نتساريم للحصول على مساعدات من العودة إلى شمال القطاع. هذا يعني أن من يسعى للحصول على الغذاء أو المعونة، سيُجبر فعليًا على البقاء في الجنوب.

بهذه الطريقة، تتحول المساعدات إلى أداة تهجير ناعمة، أو كما وصفها المراسل "تذكرة باتجاه واحد"، حيث تُستخدم حاجة الناس للطعام للبقاء على قيد الحياة كوسيلة ضغط لاقتلاعهم من مناطقهم.

الهدف: تفريغ الشمال بالكامل

ترى قيادة الاحتلال أن هذه الخطة ستمكّنها أخيرًا من تحقيق ما لم تتمكن من إنجازه خلال العمليات العسكرية المكثفة، وهو إفراغ شمال غزة من سكانه بالكامل.

فخلال الشهور الماضية، ورغم الإعلانات المتكررة بإخلاء الشمال والضربات العسكرية العنيفة، ظلت هناك نواة صلبة من السكان تتراوح بين 200 و300 ألف فلسطيني، رفضوا مغادرة منازلهم ومناطقهم.

الآن، يعتقد الاحتلال أن الجوع واليأس، لا القصف فقط، سيكونان العامل الحاسم في كسر هذا الصمود.

بين المساعدات والتهجير.. دور الشركات الأميركية

يشير التقرير إلى شركات أميركية تتعاون حاليًا مع جيش الاحتلال في تنفيذ هذه الخطة من خلال إدارة مراكز التوزيع. ولم توضح التقارير بعد طبيعة هذه الشركات أو دورها الكامل، لكن وجودها يثير تساؤلات حول استخدام المساعدات الدولية في خدمة أهداف عسكرية وديموغرافية.

أزمة إنسانية بوجه أمني

خطة الاحتلال الجديدة تؤكد مرة أخرى أن الاحتلال يوظف الأدوات الإنسانية لأغراض أمنية وعسكرية. ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، تبدو الخيارات أمام السكان محصورة بين الجوع أو النزوح، في مشهد يعيد إلى الأذهان سياسات التهجير القسري التاريخية.

ما يجري ليس مجرد توزيع معونات، بل هندسة ديموغرافية مستترة، تجعل من الرغيف شرطًا للرحيل.

التعليقات (0)