تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد صلاح جمعة، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتمرير مخططات التهجير القسري تحت مسميات إنسانية، محذرًا من أن هذه المشاريع ما هي إلا محاولات مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية.

تحذير من المشاريع المشبوهة

وفي تدوينة نشرها عبر حسابه على تطبيق "تيك توك"، اليوم الإثنين، شدد جمعة على أن "مصر لا تنخدع بشعارات المدن الآمنة، ولا بالترتيبات الإنسانية الزائفة التي تُخفي وراءها أجندات خطيرة"، مشيرًا إلى أن هذه المخططات تمثل تهديدًا مباشرًا للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وأمن الدول المجاورة، وفي مقدمتها مصر.

وأضاف: "هذا المشروع الخبيث لن يجد له موطئ قدم، ومصر لن تكون بوابة عبور له مهما كانت الضغوط."

مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح

تأتي تصريحات جمعة في أعقاب إعلان وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن خطة جديدة تهدف إلى إنشاء ما يُسمى "مدينة إنسانية مغلقة" فوق أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

ووفقًا لما بثته قناة /كان 11/ العبرية، تهدف هذه الخطة إلى فصل المدنيين عن مقاومي الفصائل الفلسطينية، عبر نقل ما يُقارب 600 ألف فلسطيني إلى المدينة المقترحة، في مرحلة أولى تشمل إخلاء منطقة الممر الإنساني في المواصي.

إدارة دولية.. وأمن إسرائيلي عن بُعد

وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن منظمات دولية ستكون مسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية داخل المدينة، بينما سيتولى الجيش الإسرائيلي تأمين محيطها من الخارج، في خطوة يعتبرها محللون محاولة لخلق واقع ديمغرافي جديد تحت ذرائع إنسانية.

مصر: موقف ثابت ضد التهجير

لطالما أكدت مصر رفضها القاطع لأي محاولات لتغيير التركيبة السكانية لقطاع غزة، أو توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، معتبرة أن مثل هذه المشاريع تُعد خطًا أحمر يمس الأمن القومي المصري والفلسطيني معًا.

وتُعتبر تصريحات جمعة امتدادًا لموقف رسمي وشعبي مصري يُحذر من تكرار سيناريو النكبة، ويُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية منع التهجير القسري والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

إبادة جماعية مستمرة في غزة

في السياق ذاته، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية.