شهادات مباشرة من ميدان الانتهاكات

شهادة صادمة من عنصر أمني أمريكي تكشف انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في "مراكز المساعدات" بغزة

profile
  • clock 23 يوليو 2025, 2:18:37 م
  • eye 423
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تطور خطير يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، كشف عنصر أمني أمريكي سابق عن انتهاكات "مروّعة وغير إنسانية" ارتُكبت بحق المدنيين في ما تُعرف بـ"مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، التي أقيمت في مناطق نائية وسط العمليات القتالية المستمرة.

شهادات مباشرة من ميدان الانتهاكات

وفي مقابلة مع القناة 12 العبرية، قال الجندي الأمريكي المتقاعد، والذي خدم في الجيش الأمريكي لأكثر من 25 عامًا، إن ممارسات الحراس الأمريكيين داخل هذه المراكز تجاوزت كل الخطوط الحمراء. وأضاف:

"كان المدنيون الفلسطينيون يُعاملون بقسوة بالغة، وكان يُطلق النار عليهم عمدًا لإجبارهم على المغادرة. رأيت استخدامًا مفرطًا وغير مبرر للقوة ضد أناس جوعى لا يملكون شيئًا".

ظروف مميتة وتحركات خطيرة

أوضح العنصر الأمني أن مواقع توزيع المساعدات كانت تُقام عمدًا في مناطق نائية غير آمنة، وسط مناطق اشتباك نشطة، ولا يُسمح للفلسطينيين بالوصول إليها باستخدام السيارات. وأضاف:

"كانوا يُجبرون على السير على الأقدام لمسافات طويلة، حاملين أمتعتهم في أجواء خانقة ومميتة، فقط ليُقابلوا بالغاز ورذاذ الفلفل وربما الرصاص".

استخدام وحشي للقوة دون مبرر

من أبرز الحوادث التي رواها، قيام حراس أمريكيين برشّ رذاذ الفلفل الحار على فلسطيني كان يلتقط فتات طعام من الأرض، دون أن يُشكّل أي تهديد، وواقعة أُخرى تم فيها إلقاء قنبلة صوتية مباشرة على امرأة فلسطينية، ما أدى إلى إصابتها وسقوطها أرضًا.
وقال العسكري الأمريكي:

"خلال خدمتي لم أشهد مثل هذا التوحش تجاه مدنيين عزّل.. وهذا ما دفعني للانسحاب من المهمة".

انتقادات لاذعة للآلية الأمريكية الإسرائيلية

أكّد المتحدث أن هذه المراكز كان يمكن أن تُدار بشكل إنساني وأكثر مهنية لو تم تسليمها للأمم المتحدة، التي تملك الخبرة والموارد والحياد. وجاءت شهادته بعد أيام من تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، كشفت فيه عن اعترافات جنود إسرائيليين بإطلاق النار المتعمد على المدنيين الذين كانوا يصطفون للحصول على المساعدات، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى.

"مصيدة الموت": مراكز توزيع المساعدات

منذ 27 مايو/أيار الماضي، طبقت "إسرائيل" خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، في 4 مواقع خطرة، منها ثلاث في تل السلطان برفح، وواحدة على محور نتساريم، الأمر الذي أجبر المدنيين الفلسطينيين على المفاضلة بين الجوع أو التعرض للقتل خلال محاولتهم الحصول على الطعام.

حصيلة دموية للسياسات القمعية

وفقًا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، فقد أدت هذه السياسة إلى استشهاد أكثر من 1,060 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 7,207 آخرين، إضافة إلى فقدان أكثر من 45 شخصًا، داخل مناطق توزيع المساعدات، بسبب إطلاق النار الإسرائيلي والأمريكي.

إدانة دولية وتوصيف "مراكز المساعدات" بأنها مصائد موت

رفضت الأمم المتحدة وعدة منظمات دولية وحقوقية المشاركة في هذه الخطة منذ بدايتها، ووصفتها بأنها "آلية مهينة لتوزيع المساعدات" و**"مصيدة موت"**، مشيرة إلى أنها تفتقر لأدنى معايير الحياد والكرامة الإنسانية.

إبادة جماعية مستمرة في ظل الصمت الدولي

تستمر "إسرائيل"، بدعم أمريكي مباشر، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في تنفيذ إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، تتضمن القتل والتجويع والتهجير، في تجاهل كامل لأوامر محكمة العدل الدولية والنداءات الإنسانية.
وقد خلفت هذه الإبادة حتى الآن أكثر من 201 ألف ضحية بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية ومجاعة متفشية.

التعليقات (0)