-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
انتهاكات مروعة بمراكز المساعدات في غزة: "مصائد موت" ترتكب جرائم تحت غطاء إنساني
سياسة تجويع ممنهجة وتواطؤ أمريكي مكشوف
انتهاكات مروعة بمراكز المساعدات في غزة: "مصائد موت" ترتكب جرائم تحت غطاء إنساني
-
23 يوليو 2025, 2:27:34 م
-
435
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، بأشد العبارات ما وصفه بـ"الاعترافات الصادمة" التي أدلى بها عنصر أمني أمريكي سابق، عمل في ما يُعرف بـ"مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية" في القطاع، واصفًا هذه المراكز بـ"مصائد الموت" التي ارتُكبت فيها جرائم جسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين.
"GHF": واجهة إنسانية بأجندات استخباراتية
وقال المكتب، في بيان صحفي رسمي، إن تصريحات الجندي الأمريكي كشفت عن سلوك إجرامي وعنصري ممنهج، ارتكبته ما تُسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية – GHF"، بما في ذلك إطلاق نار مباشر على المدنيين، وسوء معاملة متعمد، وتعريض حياة طالبي المساعدات لخطر جسيم.
وأكد أن هذه المؤسسة، التي تعمل تحت غطاء العمل الإغاثي، تنفذ فعليًا أدوارًا أمنية وعسكرية في مناطق النزوح القسري، وتخضع لأجندات استخباراتية تهدف إلى إذلال المدنيين الفلسطينيين وابتزازهم، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.
اعتراف أمريكي يكشف بشاعة ما يحدث في مراكز المساعدات
جاء هذا البيان عقب مقابلة نُشرت اليوم على القناة 12 العبرية، تحدث فيها عنصر أمني أمريكي سابق عن انتهاكات جسيمة داخل مراكز المساعدات، شملت إطلاق النار، وسوء المعاملة، واستخدام القوة المفرطة ضد مدنيين عزّل.
وقال العنصر الأمني، الذي خدم 25 عامًا في الجيش الأمريكي، إنه انسحب من العمل في هذه المراكز بعد أن صُدم من حجم الوحشية المستخدمة ضد المدنيين، وروى مشاهد مروعة، منها رشّ رذاذ الفلفل على فلسطيني يجمع طعامًا من الأرض، وإلقاء قنبلة صوتية على امرأة فلسطينية أدت إلى إصابتها وانهيارها.
بيان المكتب الإعلامي: "GHF" ليست مؤسسة إنسانية
وشدد المكتب الإعلامي على أن "GHF" لا تمت بأي صلة للإنسانية أو العمل الإغاثي، وتفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الدولية، وتمثل أداة قمع وتنفيذ لسياسات الاحتلال وأعوانه، داعيًا إلى وقف عملها بشكل فوري، وإعادة تفعيل دور المؤسسات الأممية المحايدة والمستقلة.
كما طالب بفتح تحقيق دولي عاجل في الانتهاكات الموثقة التي تحدث داخل هذه المراكز، ومحاسبة كل من شارك في تنفيذها أو التستر عليها.
سياسة تجويع ممنهجة وتواطؤ أمريكي مكشوف
يُذكر أن هذه الشهادة الأمريكية جاءت بعد تقرير سابق لصحيفة هآرتس العبرية، نقلت فيه عن جنود إسرائيليين اعترافهم بإطلاق النار عمدًا على المدنيين قرب مراكز المساعدات، ما تسبب بوقوع مئات الشهداء والجرحى.
ومنذ 27 مايو/أيار الماضي، تفرض "إسرائيل" بدعم أمريكي خطة مهينة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، من خلال 4 نقاط خطيرة أبرزها في تل السلطان بمحافظة رفح ومحور نتساريم، حيث يُجبر الفلسطينيون على المجازفة بحياتهم بين خيارين: الموت جوعًا أو الموت برصاص الاحتلال.
أرقام صادمة من وزارة الصحة الفلسطينية
وفق إحصائيات رسمية، فقد أدت هذه السياسات إلى استشهاد أكثر من 1,060 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 7,207 آخرين، مع وجود أكثر من 45 مفقودًا، وكل ذلك في سياق التوزيع "المزعوم" للمساعدات الإنسانية.
رفض أممي واسع لهذه الآلية
جدير بالذكر أن الأمم المتحدة ومؤسسات دولية وحقوقية رفضت المشاركة في هذه الآلية منذ بدايتها، ووصفتها بأنها "نظام مهين" و**"مصيدة موت"**، تفتقر لأبسط معايير الحياد والكرامة الإنسانية.
إبادة جماعية مستمرة منذ أكتوبر 2023
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل"، بدعم أمريكي واضح، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، رغم صدور قرارات دولية تلزمها بوقف العدوان.
وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، إلى جانب انتشار المجاعة ودمار شبه كامل للبنية التحتية.






