المعاناة النفسية للأهالي تتضاعف

سوء التغذية في غزة يهدد حياة الأطفال ومرضى السكري: تحذيرات طبية من ناصر الطبي

profile
  • clock 6 أغسطس 2025, 3:46:23 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في ظل استمرار الحصار والعدوان المستمر على قطاع غزة، تتفاقم الأزمة الصحية بشكل خطير، وخاصة في صفوف الأطفال ومرضى السكري، الذين يواجهون تدهورًا حادًا في التغذية والرعاية الطبية. وقد صرّح الدكتور أحمد الفرا، مدير مستشفى الأطفال بمجمع ناصر الطبي في غزة، بأن الوضع الإنساني في القطاع وصل إلى مستويات غير مسبوقة من الخطورة، محذرًا من تداعيات صحية ونفسية طويلة الأمد على الأطفال وأسرهم.

مرضى السكري في غزة يدفعون ثمن الحصار والتجويع

أوضح الدكتور الفرا أن مرضى السكري في غزة يعانون بشدة في ظل التجويع وسوء التغذية، وهو ما يُعد تهديدًا مباشرًا لحياتهم. فمرض السكري يتطلب نظامًا غذائيًا متوازنًا، إضافة إلى توفر الأدوية والأنسولين بشكل منتظم، وهو أمر أصبح شبه مستحيل في الظروف الراهنة.

وأشار إلى أن كثيرًا من المرضى لا يستطيعون الحصول على الأنسولين، في وقت يعانون فيه من نقص التغذية، مما يؤدي إلى ارتفاع مضاعف في مستويات السكر في الدم، وتزايد احتمالات الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل الحماض الكيتوني، الذي قد يؤدي إلى الوفاة.

سوء التغذية ينتشر يوميًا في صفوف الأطفال

وقال الدكتور الفرا إن سوء التغذية أصبح أمرًا شائعًا في القطاع، مع تزايد الحالات يوميًا. وأكد أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا، حيث يعاني الآلاف منهم من نقص في البروتينات والفيتامينات الأساسية، وهو ما يضعف مناعتهم ويجعلهم عرضة لأمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، فقر الدم، وضعف النمو.

وتابع بأن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد يحتاجون إلى رعاية طبية طويلة المدى، وأن القطاع الصحي غير قادر حاليًا على تلبية هذه الاحتياجات بسبب نقص الأدوية، انقطاع الكهرباء، وغياب التغذية العلاجية.

أمراض الجهاز التنفسي تتفاقم في غزة

أشار مدير مستشفى الأطفال إلى أن أمراضًا مثل الالتهاب الرئوي أصبحت تأخذ وقتًا أطول من المعتاد للتعافي، نتيجة ضعف مناعة الأطفال وسوء الرعاية الصحية. وأوضح أن الأطفال المرضى غالبًا لا يجدون الدواء المناسب أو البيئة الصحية اللازمة للشفاء، مما يؤدي إلى تعقيد الحالات وتحوّلها إلى أمراض مزمنة.

وأكد أن سوء التغذية يُضعف الجهاز المناعي ويجعل الأطفال عاجزين عن مقاومة الأمراض الفيروسية والبكتيرية، حتى تلك التي تعتبر بسيطة في الظروف العادية.

المعاناة النفسية للأهالي تتضاعف

بالإضافة إلى الجوانب الصحية، تحدث الدكتور الفرا عن الضغط النفسي الكبير الذي تعيشه عائلات المرضى. وقال إن الوضع الصعب ينعكس سلبًا على نفسية العائلات التي ترى أبناءها يضعفون يومًا بعد يوم دون قدرة على إنقاذهم، ما يؤدي إلى حالات اكتئاب وقلق حادة بين الأهالي، ويزيد من الأزمة المجتمعية في غزة.

دعوات لإنقاذ غزة صحيًا

في ختام تصريحاته، وجّه الدكتور الفرا نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي ومنظمات الصحة العالمية، بضرورة التدخل السريع لتقديم المساعدات الطبية والغذائية، وإنقاذ أطفال غزة من خطر المجاعة والأمراض. وأكد أن الوضع الصحي في القطاع وصل إلى مرحلة "الكارثة"، وأن الصمت الدولي يُعد مشاركة ضمنية في هذه المعاناة.

التعليقات (0)