الأقصى في دائرة الخطر

اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال مع اقتراب "رأس السنة العبرية"

profile
  • clock 21 سبتمبر 2025, 8:57:51 ص
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى

محمد خميس

شهدت مدينة القدس المحتلة صباح الأحد تصعيدًا جديدًا في الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية، حيث اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وذلك تحت حماية مشددة من قوات شرطة الاحتلال. وجاء هذا الاقتحام في سياق الاستعدادات التي تقوم بها الجماعات الاستيطانية المتطرفة للاحتفال بما يسمى عيد "رأس السنة العبرية"، الذي يصادف يوم غد الإثنين ويستمر لمدة يومين.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس (التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية)، أن مجموعات متتالية من المستوطنين دخلت إلى باحات الأقصى، وقامت بجولات استفزازية في ساحاته، فيما أدى بعضهم طقوسًا تلمودية علنية في المنطقة الشرقية، في مشهد يندرج ضمن محاولات تكريس السيطرة الإسرائيلية على المسجد.

قيود مشددة على دخول الفلسطينيين

في المقابل، فرضت قوات الاحتلال قيودًا صارمة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، حيث انتشرت عناصر الشرطة على البوابات الرئيسية، ودققت في هويات الشبان والنساء، واحتجزت بعضها. كما منعت أعدادًا كبيرة من المقدسيين من الدخول إلى الأقصى، في سياسة تهدف إلى تفريغ المسجد من رواده لتمكين المستوطنين من تنفيذ طقوسهم بحرية.

دعوات جماعات الهيكل المزعوم

تزامن الاقتحام مع دعوات موسعة أطلقتها ما تُعرف بـ "جماعات الهيكل المزعوم"، لحشد أكبر عدد من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية، وعلى رأسها "رأس السنة العبرية" و"عيد الغفران" و"عيد العُرش". وتأتي هذه الدعوات ضمن مساعٍ متواصلة لتكريس سياسة الاقتحامات الجماعية وربطها بالمناسبات الدينية اليهودية، في محاولة لفرض واقع جديد على المسجد الأقصى المبارك.

النفير والرباط.. رد فلسطيني متجدد

في المقابل، تواصلت الدعوات الفلسطينية من الهيئات المقدسية، والمرابطين، وعلماء الدين، بضرورة شدّ الرحال والرباط في المسجد الأقصى للتصدي لخطط الاحتلال ومستوطنيه. ودعت شخصيات مقدسية بارزة الأهالي من القدس والداخل الفلسطيني المحتل إلى تكثيف وجودهم في ساحات المسجد خلال الأيام القادمة، خاصة في فترة الأعياد، لإفشال أي محاولة لفرض الطقوس التلمودية داخل الأقصى.

ويرى ناشطون مقدسيون أن سياسة الاحتلال باتت واضحة، حيث يسعى إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود، على غرار ما جرى في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لهوية الأقصى الإسلامية والعربية.

انتهاكات يومية ممنهجة

يُذكر أن المسجد الأقصى يتعرض بشكل يومي، عدا يومي الجمعة والسبت، إلى اقتحامات متكررة من قبل المستوطنين، تتم تحت حماية كاملة من شرطة الاحتلال. وتتصاعد وتيرة هذه الاقتحامات بشكل خاص في المواسم الدينية اليهودية، حيث تسعى جماعات الهيكل إلى استعراض قوتها وفرض طقوسها داخل الحرم القدسي الشريف.

وقد شهد العام الحالي تصاعدًا لافتًا في أعداد المقتحمين، حيث تشير الإحصائيات المقدسية إلى أن آلاف المستوطنين اقتحموا الأقصى منذ بداية العام، في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات على حراس المسجد والمصلين والمرابطين.

الأبعاد السياسية والدينية للاقتحامات

يرى محللون أن تكثيف اقتحامات المستوطنين للأقصى يندرج ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى فرض سيادة الأمر الواقع على القدس ومقدساتها. فالاحتلال يسعى إلى إضفاء "شرعية دينية" على وجود المستوطنين داخل الحرم القدسي، وإضعاف الدور الإسلامي والعربي في حمايته.

كما تشكل هذه الاقتحامات استفزازًا مباشرًا لمشاعر المسلمين في فلسطين والعالم، كون المسجد الأقصى يُعد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ردود أفعال عربية وإسلامية

الاقتحامات المتكررة أثارت استنكارًا واسعًا من مؤسسات عربية وإسلامية. فقد جددت وزارة الأوقاف الأردنية رفضها التام لهذه الانتهاكات، محذرة من تداعياتها على الاستقرار في المنطقة. كما دعت منظمة التعاون الإسلامي والأزهر الشريف إلى تحرك عاجل لوقف هذه الاعتداءات وحماية المقدسات الإسلامية في القدس.

وتؤكد هذه المؤسسات أن استمرار الاقتحامات بحماية جيش الاحتلال يمثل انتهاكًا صارخًا للقرارات الدولية التي تعتبر المسجد الأقصى وقفًا إسلاميًا خالصًا تحت إدارة دائرة الأوقاف الأردنية.

الأقصى في دائرة الخطر

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القدس والمقدسات، يزداد القلق من مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة، وفرض سيطرة كاملة على المسجد الأقصى المبارك. ويعتبر المراقبون أن المرحلة الحالية تتطلب موقفًا فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا موحدًا، للتصدي لسياسات الاحتلال ومنع تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة صراع ديني مفتوح.

التعليقات (0)