-
℃ 11 تركيا
-
21 سبتمبر 2025
تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة واستهداف الأحياء السكنية في تل الهوى والدرج
تل الهوى.. حي مدني يتحول إلى ساحة قصف
تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة واستهداف الأحياء السكنية في تل الهوى والدرج
-
21 سبتمبر 2025, 8:48:06 ص
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة صباح اليوم، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على المدينة أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في استهدافات متفرقة طالت مناطق سكنية مكتظة بالسكان. وأوضح المصدر أن امرأة فلسطينية استشهدت وأصيب آخرون بجراح متفاوتة نتيجة غارة شنها طيران الاحتلال على حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، وهو من الأحياء الحيوية التي تضم مئات العائلات النازحة والمقيمين.
وفي حادثة أخرى، أكد المصدر أن أربع فلسطينيين استشهدوا في قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية على حي الدرج في قلب مدينة غزة، حيث تسببت الغارة في تدمير منازل بشكل جزئي وإلحاق أضرار واسعة بالبنية التحتية، فضلاً عن حالة الهلع بين المدنيين.
تل الهوى.. حي مدني يتحول إلى ساحة قصف
يُعتبر حي تل الهوى واحداً من الأحياء السكنية الهادئة في غزة، ويضم عدداً من المستشفيات والمدارس والمراكز الخدمية. غير أن الحي تحوّل في الأيام الأخيرة إلى هدف مباشر لطائرات الاحتلال التي كثّفت غاراتها على مناطق جنوب وغرب المدينة. القصف الأخير أدى إلى تدمير منازل وإلحاق أضرار بالطرق والمحال التجارية، فيما عملت طواقم الدفاع المدني على انتشال الضحايا من تحت الركام.
شهود عيان أكدوا أن الغارة وقعت في ساعة مبكرة، وأن صواريخ الاحتلال استهدفت بشكل مفاجئ منزلاً مأهولاً بالسكان، ما تسبب في استشهاد امرأة على الفور وإصابة عدد من أفراد أسرتها. وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الهجمات التي يشنها الاحتلال على الأحياء المدنية، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.
حي الدرج.. قلب غزة يتعرض للغارات
أما حي الدرج الواقع وسط مدينة غزة، فقد كان بدوره هدفاً لطائرات الاحتلال المسيّرة. القصف الذي أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين، ترك آثاراً مدمرة في المنطقة، حيث تضررت منازل ومتاجر، فيما تناثرت الشظايا في الشوارع المكتظة بالمارة.
ويُعد حي الدرج من أقدم أحياء غزة وأكثرها كثافة سكانية، إذ يقطنه عشرات الآلاف من العائلات. استهدافه بالطائرات المسيّرة يعكس سياسة الاحتلال في قصف المناطق الحيوية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين، وإشاعة الخوف بين سكان المدينة.
الأبعاد الإنسانية للقصف الإسرائيلي
القصف المتواصل على تل الهوى والدرج يضاعف من معاناة الأهالي الذين يعيشون ظروفاً قاسية بسبب الحصار المفروض منذ أكثر من 17 عاماً. ومع تدمير المنازل وتشريد العائلات، يجد النازحون أنفسهم بلا مأوى ولا خدمات أساسية، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.
طواقم الإسعاف والطوارئ، التي تعمل في ظروف خطرة، تواجه صعوبات جمة في الوصول إلى مواقع القصف نتيجة استمرار تحليق الطائرات في الأجواء، إضافة إلى الدمار الكبير في الطرق. ورغم ذلك، يواصل المسعفون جهودهم لإنقاذ الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات القليلة التي ما زالت تقدم خدماتها.
ردود فعل فلسطينية ودولية
فلسطينياً، أدانت الفصائل الوطنية استهداف المدنيين في غزة، مؤكدة أن ما يجري هو جرائم حرب مكتملة الأركان تستوجب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي. وشددت بيانات رسمية على أن الاحتلال يسعى إلى كسر صمود الشعب الفلسطيني عبر سياسة الأرض المحروقة، لكنه لن ينجح في ثني الفلسطينيين عن مواصلة مقاومتهم المشروعة.
دولياً، تواصلت الدعوات من منظمات حقوقية لوقف العدوان، حيث طالبت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية بإجراء تحقيق مستقل في جرائم استهداف المدنيين. كما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد القصف على المناطق السكنية في غزة.
انعكاسات القصف على الأوضاع في غزة
يترك القصف آثاراً مباشرة على حياة المدنيين، إذ يتسبب في نزوح مئات العائلات، وانقطاع الكهرباء والمياه عن أجزاء واسعة من المدينة. كما أن توقف الأنشطة الاقتصادية وإغلاق الأسواق يزيد من الأزمة الإنسانية، فيما يواجه الأطفال والنساء وضعاً نفسياً مأساوياً جراء أصوات الانفجارات المتواصلة.
الخبراء يرون أن استهداف الأحياء المدنية مثل تل الهوى والدرج يندرج في إطار سياسة الترهيب الجماعي، التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى الضغط على سكان غزة وفرض معادلات جديدة على الأرض. لكن في المقابل، يبرز صمود الفلسطينيين وقدرتهم على مواجهة الظروف الصعبة رغم كل التحديات.








