الموقف الألماني: دعم تقليدي في وجه اختبار إنساني

زيارة جدعون ساعر إلى برلين: مستقبل الدعم الأوروبي لإسرائيل تحت المجهر

profile
  • clock 4 يونيو 2025, 2:11:58 م
  • eye 429
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
جدعون ساعر

محمد خميس

في ظل تصاعد وتيرة الحرب على غزة، تتجه الأنظار نحو العاصمة الألمانية برلين التي تستقبل زيارة حساسة لوزير خارجية إسرائيل الجديد، جدعون ساعر. وتأتي الزيارة في وقت يشهد فيه الموقف الأوروبي، والألماني تحديدًا، تغيرات ملحوظة تجاه الدعم العسكري والسياسي المقدم لإسرائيل، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول الملفات التي سيحملها ساعر، والمواقف التي سيواجهها.

في برلين: جدعون ساعر يسعى لتثبيت الدعم الأوروبي

يجري وزير الخارجية الإسرائيلي سلسلة لقاءات رفيعة المستوى في برلين مع مسؤولين ألمان، في مقدمتهم وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك والمستشار الألماني أولاف شولتس. وبحسب مصادر دبلوماسية، تهدف الزيارة إلى تعزيز الدعم الأوروبي لإسرائيل، في ظل تزايد الانتقادات الدولية للحرب المستمرة على غزة، وما خلفته من ضحايا مدنيين ودمار واسع.

ومن المتوقع أن يسعى ساعر لتأكيد ما تسميه إسرائيل بـ"حقها في الدفاع عن النفس"، ومحاولة الحد من الضغوط الأوروبية المتزايدة لوقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل أوروبا لربط الدعم العسكري الإسرائيلي بالامتثال للقانون الدولي.

الملفات المطروحة: غزة في الواجهة والتوازن الإقليمي حاضر

من بين أبرز الملفات المطروحة في هذه الزيارة، يأتي ملف الحرب على غزة في صدارة الاهتمامات. حيث سيحاول ساعر الدفاع عن العمليات العسكرية الإسرائيلية، في وقت تتسع فيه فجوة المواقف بين تل أبيب وبعض العواصم الأوروبية بشأن حماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية.

كما يتناول النقاش ملف البرنامج النووي الإيراني، والدور المتزايد لحزب الله في الشمال، بالإضافة إلى تحذيرات إسرائيل من التوسع الإقليمي للنفوذ الإيراني. ويُتوقع أن يسعى ساعر إلى تنسيق المواقف الأمنية مع برلين بشأن هذه القضايا، خصوصًا في ظل التعاون الاستخباراتي والعسكري القائم بين البلدين.

الموقف الألماني: دعم تقليدي في وجه اختبار إنساني

تُعد ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية دعمًا لإسرائيل تاريخيًا، وقد صرّحت برلين مرارًا أن أمن إسرائيل "جزء من الأمن القومي الألماني". إلا أن هذا الموقف بدأ يشهد تصدعات تدريجية نتيجة تصاعد الكلفة الإنسانية للحرب على غزة.

ففي الأسابيع الأخيرة، أبدت شخصيات سياسية ألمانية، خاصة من حزب الخضر والاشتراكي الديمقراطي، تحفظات على استمرار تصدير السلاح إلى إسرائيل، في ظل التقارير الأممية حول الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين.

في المقابل، لا تزال الحكومة الألمانية الرسمية تُبقي على دعمها المعلن لإسرائيل، لكنها باتت تُشدد في خطابها على "ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي"، و"أهمية حماية المدنيين"، ما يعكس نوعًا من إعادة التوازن في الخطاب الدبلوماسي.

زيارة اختبارية لعلاقات تقليدية تحت الضغط

تمثل زيارة جدعون ساعر إلى ألمانيا اختبارًا حقيقيًا للعلاقات التقليدية القوية بين برلين وتل أبيب. وبينما تسعى إسرائيل للحفاظ على دعم غير مشروط، يبدو أن أوروبا، بما في ذلك ألمانيا، بدأت تُعيد حساباتها استجابةً للضغوط الشعبية والحقوقية المتصاعدة.

وهكذا، تبقى نتائج هذه الزيارة رهن قدرة الطرفين على التوفيق بين ضرورات التحالف الاستراتيجي، والاعتبارات الأخلاقية والإنسانية التي باتت تفرض نفسها بقوة على المشهد الأوروبي.

التعليقات (0)