-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
زيارة الحسم أم الهروب؟ | إسرائيل بين مطرقة غزة وسندان واشنطن
زيارة الحسم أم الهروب؟ | إسرائيل بين مطرقة غزة وسندان واشنطن
-
1 يوليو 2025, 6:24:57 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"زيارة الحسم أم الهروب؟ | إسرائيل بين مطرقة غزة وسندان واشنطن"
إعداد وتحرير: رامي أبو زبيدة – رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات
يصدر هذا التقرير في ظل تعقيدات سياسية وأمنية متسارعة يعيشها كيان الاحتلال، حيث تتقاطع الأزمات الميدانية مع الانقسامات الداخلية والمفاوضات الحساسة في الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها غزة وإيران. تقرير "المشهد الإسرائيلي" لهذا اليوم يُفرد تغطيته تحت أربعة محاور رئيسية: التطورات العسكرية والميدانية، الوضع الداخلي في إسرائيل، التحركات الدولية، ثم التحليلات ووجهات النظر من داخل الإعلام العبري.
أولاً: الشأن العسكري والميداني
توسيع العمليات بغزة: دفعت "إسرائيل" بقوات كبيرة من الفرقة 98 ولواء الناحل مجدداً إلى شمال القطاع، وسط توقعات بتوسيع الحملة الميدانية، رغم اعترافات عسكرية داخلية بأن الجيش يناقش إنهاء الحرب تدريجياً.
غارات مكثفة: الجيش الإسرائيلي أعلن تنفيذ 124 غارة خلال 24 ساعة استهدفت ما وصفها بـ"أهداف لحماس" في مختلف مناطق القطاع.
صفارات الإنذار: دوت صافرات الإنذار في نير يتسحاق شرق رفح، ثم في القدس وتل أبيب ومدن بالضفة ووسط الكيان، عقب رصد إطلاق صواريخ من اليمن، ما دفع قيادة الجبهة الداخلية لتفعيل منظومات الدفاع الجوي.
إخفاقات ميدانية: سجلت خلافات حادة داخل الكابينت حول إدارة المعركة، وسط اتهامات للجيش بالفشل في منع وصول المساعدات لحماس، وطرح سيناريوهات تشمل احتلال القطاع كاملاً أو حصار طويل الأمد أو صفقة أسرى.
ثانياً: الشأن الداخلي الإسرائيلي
خلافات الكابينت: جلسة الكابينت شهدت تراشقاً لفظياً بين سموتريتش، بن غفير، زامير وكاتس حول إدارة المعركة والمختطفين، حيث اتهم وزراء اليمين الجيش بالتضليل والتقاعس، بينما طالب بعضهم بـ"إعادة اجتياح كامل للقطاع دون اعتبار للأسرى".
ملف الأسرى يشعل الداخل: مطالب متصاعدة من عائلات المختطفين بالتوصل إلى صفقة شاملة، وانتقادات قاسية من ذوي الجنود المحتجزين لحكومة نتنياهو، واتهامهم بـ"التقاعس والتضحية".
محاكمة نتنياهو: قضاة المحكمة العليا علقوا جلسة تعيين رئيس الشاباك بعد فوضى داخل الجلسة، وسط اتهامات بتدخل سياسي. كما منحت المحكمة نتنياهو مهلة 6 أيام للاتفاق مع المستشارة القضائية.
مظاهرات واحتقان: عادت التوترات إلى الشارع الإسرائيلي، بالتزامن مع الاستعداد لمحاكمة نتنياهو واستمرار الاستقطاب حول قضايا الجيش والاقتصاد والملف الإيراني.
ثالثاً: الشأن الدولي
تحركات أمريكية مكثفة: المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف عقد لقاءات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، وعرض خطة محدّثة تشمل وقفاً لإطلاق النار 60 يوماً وصفقة أسرى تدريجية.
قمة نتنياهو-ترامب: ترتيبات جارية لعقد لقاء تاريخي مطلع الأسبوع المقبل بين نتنياهو وترامب، يُتوقع أن يكون مفصلياً، حيث صرّح ترامب: "سأكون صارماً، ونتنياهو يريد أيضاً إنهاء الحرب"، مما يعكس ضغطاً أميركياً لإنهاء القتال.
صفقة مع سوريا؟: تقارير تشير إلى مساعٍ لاتفاق أمني ثلاثي بين إسرائيل وسوريا والأردن، يشمل اعترافاً بسورية مزارع شبعا، وتنسيقاً ضد إيران وحزب الله في الجنوب السوري.
ضغط دولي ضد الانتهاكات: أكثر من 130 منظمة دولية طالبت بإغلاق صندوق غزة الإنساني بسبب انتهاكات خطيرة، وشهادات لجنود إسرائيليين أفادت بإطلاق نار روتيني على المدنيين عند مراكز المساعدات.
رابعاً: آراء وتحليلات إسرائيلية
هآرتس: في افتتاحيتها بعنوان "اصمتوا، دعونا نرتكب مذبحة"، دانت الصحيفة تواطؤ القيادة السياسية مع عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، بل وضد الجنود الإسرائيليين أنفسهم، محذّرة من تفكك منظومة الردع الداخلي.
يديعوت أحرونوت: حذرت من أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن قد تكون لحظة مفصلية ليس فقط بشأن غزة، بل أيضاً لمستقبله السياسي، خاصة في ظل ملفات الفشل بغزة وإيران، وغياب رؤية ما بعد الحرب.
معاريف: رأت في اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب فرصة لـ"تغليف الانسحاب من غزة بشراكة مع القوة العظمى"، في ظل قناعة أن الساحة أصبحت عبئاً على الحكومة اليمينية، وأن الصفقة قد تشمل امتيازات سياسية لإسرائيل في ملفات سوريا والسعودية.
القناة 12: توقعت التوصل إلى صفقة خلال أسبوع إذا تم استئناف المفاوضات، تشمل وقف إطلاق نار مرحلي وتنازلات من الطرفين، وسط تأكيدات بأن الضغط على حماس بدأ يُؤتي أكله.
خلاصة المشهد:
يعيش الكيان الإسرائيلي حالة تناقض صارخة بين رغبة في الحسم العسكري، وضغوط داخلية ودولية لإنهاء الحرب. ووسط تضارب المصالح في الكابينت، واحتقان شعبي متصاعد، تبدو زيارة نتنياهو إلى واشنطن أشبه بفرصة أخيرة لرسم مخرج مشرف من مستنقع غزة، دون أن يخسر ورقة الأسرى، أو يُتهم بالاستسلام.
لكن التحدي الحقيقي يبقى في الميدان، حيث "حماس" لم تُكسر، والجنود غارقون في حرب استنزاف، والمجتمع الإسرائيلي بدأ يفقد صبره. فهل يحمل الأسبوع المقبل حلاً فعلياً؟ أم مزيداً من الدم والمراوحة؟ الأيام القادمة ستجيب.









