تكبير الخط تصغير الخط

رحّب مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقرار الأميركي القاضي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرًا أنه تحوّل تاريخي يعكس نجاح الجهود الإقليمية التي قادتها كل من السعودية وقطر وتركيا، ويفتح الباب أمام إعادة إعمار سوريا واستعادة مكانتها الطبيعية في محيطها العربي والإسلامي.

الدبلوماسية الإقليمية تنتصر لإرادة الشعوب

وأكد المركز في بيانه الصادر من إسطنبول أن هذه الخطوة ما كانت لتتحقق دون توافق عربي-إسلامي ناضج، يقوده وعي جديد بأهمية تحصين المنطقة من أزمات الانهيار، وتغليب مصالح الشعوب على حساب الحسابات الضيقة.

وأشار البيان إلى أن التقارب بين أنقرة والرياض والدوحة قد لعب دورًا جوهريًا في خلق مناخ دولي ضاغط نحو تعديل المواقف الغربية، وفتح نافذة حلّ سياسي حقيقي في سوريا بعيدًا عن أدوات الاحتلال الأجنبي والتدخلات الإقليمية السلبية.

لحظة إعمار.. ومسؤولية تاريخية

ويرى مركز حريات أن القرار الأميركي ليس سوى خطوة أولى يجب أن تتبعها سلسلة من الإجراءات العملية لدعم استقرار سوريا ووحدتها، وإعادة دمجها في الأسرة العربية، وتمكينها من إعادة بناء ما دمرته سنوات الحرب والعدوان.

ويشدّد على ضرورة توجيه كل الجهود نحو الإعمار والتنمية، دون السماح بوقوع البلاد مجددًا ضحية لتجاذبات دولية أو نزاعات على النفوذ، خصوصًا في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل، وصمت المجتمع الدولي عن الاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني.

سوريا تستعيد كرامتها.. وترفض الهيمنة

وختم المركز بيانه بالتأكيد على أن سوريا تستحق أن تنهض من رماد الحرب، وأن تبني مستقبلها بكرامة وعدالة، بعيدًا عن الهيمنة الخارجية أو استنساخ مشاريع تستهدف سيادتها ووحدتها.

كما دعا المركز إلى تكاتف الحكومات والمنظمات والمجتمع المدني في دعم المسار الجديد، مؤكدًا أن الشعوب هي الأولى بالرعاية، وأن بوصلة التاريخ تتجه حاليًا نحو استعادة سوريا لعافيتها ومكانتها في قلب الأمة.