رغم تحذيرات أمريكا: شركة هندية تصدّر مواد متفجرة لروسيا تُستخدم عسكريًا

profile
  • clock 25 يوليو 2025, 8:14:31 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: يونس المصري

كشفت وكالة "رويترز"، استنادًا إلى بيانات الجمارك الهندية، أن شركة هندية قامت في ديسمبر الماضي بتصدير مركّب متفجر يُعرف باسم HMX أو "أوكتوجين" إلى روسيا، بقيمة 1.4 مليون دولار، رغم التحذيرات الأمريكية المتكررة من فرض عقوبات على أي كيان يقدّم دعمًا لمجهود موسكو الحربي في أوكرانيا.

ووفقًا للبيانات، تلقّت شركتان روسيتان هذه المادة المتفجرة، من بينهما شركة "برومسينتيز" (Promsintez)، والتي وصفها مسؤول في جهاز الأمن الأوكراني بأنها على صلة مباشرة بالجيش الروسي. وقد استهدفت أوكرانيا في إبريل الماضي أحد مصانع الشركة بطائرة مسيّرة.

مادة شديدة الانفجار ومحرّمة الاستخدام

بحسب مراكز الأبحاث الدفاعية التابعة للبنتاغون، تُستخدم مادة HMX على نطاق واسع في رؤوس الصواريخ والتوربيدات ومحركات الدفع للمقذوفات المتفجرة وأنظمة الأسلحة المتطورة. وتُصنَّف على أنها من "المتفجرات العالية" المصممة لتحقيق دمار بالغ في لحظات قصيرة.

وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد نبّهت المؤسسات المالية من تسهيل أي صفقات تتعلق بـHMX أو بيعها لروسيا، واعتبرتها "حيوية لمجهود روسيا الحربي". رغم ذلك، لم يتم الإعلان مسبقًا عن هذه الصفقة.

تحالفات متناقضة

ورغم محاولات الهند تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ المتصاعد للصين، إلا أن نيودلهي لم تقطع علاقاتها العسكرية والاقتصادية مع موسكو. فحجم تجارتها مع روسيا، وخاصة في مجال النفط، ظل قويًا رغم العقوبات الغربية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدّد أوائل يوليو بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تستمر في شراء النفط الروسي. ورغم سلطات وزارة الخزانة الأمريكية الواسعة لفرض عقوبات على كل من يزوّد روسيا بمواد كهذه، فإن إدارة ترامب لم تتخذ أي خطوة في هذا الاتجاه حتى الآن.

الهند: صادراتنا تخضع للرقابة

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الهندية إن تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج يتم وفق التزامات نيودلهي الدولية في ما يتعلق بعدم الانتشار، ووفق إطار قانوني وتنظيمي صارم. وأكدت أن كل الصادرات تخضع لتقييم شامل للمعايير ذات الصلة.

وفي حين رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الشحنات بعينها، لكنها كررت تحذيرها بأن أي شركة أو مؤسسة مالية تتعامل مع القاعدة العسكرية الروسية معرّضة للعقوبات. وأضافت: "الهند شريك استراتيجي نتحدث معه بصراحة، وقد أوضحنا مرارًا أننا نعتبر التعامل مع الصناعات العسكرية الروسية مخاطرة قانونية".

تأكيد أوكراني على الرصد

قال مستشار الرئاسة الأوكرانية، فلاديسلاف فلاسيوك، إن "برومسينتيز" ظهرت على راداراتهم عدة مرات، وإنها متورطة في شراكات مع أطراف هندية. وأوضح أن الهند، وإن لم تكن عادة من الدول الرئيسية التي تُستخدم للتحايل على العقوبات، إلا أن بعض الحالات الفردية تحدث أحيانًا.

تفاصيل الشحنة

كشفت "رويترز" أن شركتين روسيتين تلقتا الشحنات في ديسمبر، بعد أن شحنتها شركة هندية تُدعى "Ideal Detonators Private Limited" مقرها في ولاية تيلانجانا.

الشحنة الأولى، بقيمة 405 ألف دولار، كانت من نصيب شركة روسية تدعى "High Technology Initiation Systems". والشحنة الثانية، الأكبر، بلغت قيمتها أكثر من مليون دولار وكانت من نصيب "برومسينتيز".

الشركتان الروسيتان تقعان في مقاطعة "ساماتا" جنوب روسيا قرب الحدود مع كازاخستان. ولم تصدر أي منهما تعليقًا على هذه التقارير، كما رفضت الشركة الهندية الرد على طلبات وكالة رويترز.

التردد الأمريكي في فرض العقوبات

رغم أن بعض الكيانات الهندية تعرضت لعقوبات خلال إدارة جو بايدن لدعمها روسيا، فإن تلك العقوبات كانت محدودة نظرًا للاعتبارات الجيوسياسية. أما في عهد ترامب، فقد تباطأ فرض العقوبات المرتبطة بروسيا بشكل ملحوظ، ولم تتضح بعد نوايا الإدارة الحالية بشأن التعامل مع الشركات الهندية التي تتعامل مع الجيش الروسي.

وأكد إريك برينس، شريك في شركة المحاماة الأمريكية Akin، أن واشنطن عادة ما تفضل مخاطبة حلفائها بهدوء قبل اتخاذ إجراءات عقابية، ولا تلجأ إلى العقوبات إلا كخيار أخير.

وراء الصفقات الصامتة بين نيودلهي وموسكو، تتحرك الجغرافيا السياسية بصمت. الهند لم تتخل عن موسكو رغم قربها من واشنطن، وأمريكا تلوّح بالعقوبات دون أن تجرؤ على التنفيذ. أما روسيا، فمستفيدة دومًا من تلك المساحات الرمادية بين الحلفاء والخصوم.

التعليقات (0)