-
℃ 11 تركيا
-
20 يونيو 2025
د. محمد إبراهيم المدهون يكتب: حافة الهاوية
د. محمد إبراهيم المدهون يكتب: حافة الهاوية
-
20 يونيو 2025, 7:01:56 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الحرب بين إيران وإسرائيل
في ظل تصاعد الصراع الإيراني–الصهيوني وتقاطع المصالح الدولية، يقف الشرق الأوسط على حافة الهاوية في لحظة تهديد وجودي للنظام الإقليمي والاستقرار العالمي. المواجهة ليست تصعيدًا عابرًا، بل اختبار لمستقبل النظام الدولي بين قوى أحادية وأخرى متعددة الأقطاب.
المشهد الميداني يظهر إيران فاعلًا هجوميًا مرنًا، تطلق موجات متكررة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، مخترقة الدفاعات الأمريكية والصهيونية المتقدمة، مما كشف هشاشتها رغم تفوقها التكنولوجي.
وفي المقابل، فشلت الغارات الجوية الصهيونية في تحقيق أهدافها النووية أو زعزعة النظام الإيراني، مما يفتح الباب لحرب استنزاف طويلة ومعقدة. ورغم محاولة تصوير نتنياهو كامتداد لعقيدة بيغن، فإن إيران بعُمقها الاستراتيجي وتحالفاتها تفرض معادلات جديدة تهدد انكشاف حدود هذه العقيدة في حال عدم تحقيق نتائج سريعة.
سياسيًا، لمّح مندوب إيران في الأمم المتحدة إلى احتمال كشف قدراتها النووية، محمّلًا مجلس الأمن والكيان المسؤولية عن انهيار نظام الحظر. في المقابل، حذّر بوتين من انزلاق العالم إلى "حرب عالمية ثالثة" في رسالة ردع لواشنطن بعدم التورط المباشر، مؤكّدًا استعداد موسكو للدفاع عن التعددية القطبية. فيما تعيد بعض دول الخليج تموضعها بعيدًا عن المحور الصهيوأمريكي، مفضلة توازنًا مع طهران في ظل تردد واشنطن.
وتعكس هذه التحولات تآكل مشروع "(إسرائيل) كدولة طبيعية في المنطقة" وتعزز زخم الدبلوماسية الإقليمية للتهدئة. أما الصين، فتضغط عبر باكستان، معربة عن قلقها من تهديد مصالحها الاستراتيجية ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، معلنة أنها لن تلتزم الصمت إن خرج التصعيد عن السيطرة، ما يجعل المنطقة مسرحًا لأمن قومي صيني.
في ظل هذا السياق المتوتر، تتباين السيناريوهات بين تصعيد إقليمي شامل مع تدخل أمريكي مباشر وتوسع إيراني قد يؤدي لكارثة نووية أو تدخلات روسية وصينية أوسع، أو نجاح جهود التهدئة بوقف إطلاق نار مؤقت يعيد ضبط المشهد دون معالجة جذور الصراع. وفي كلا الحالتين، يبقى خطر الانفجار قائمًا ما لم تُحتوَ المواجهة بخطوات جريئة تحول منطق القوة إلى توازن.
هكذا، يبقى الشرق الأوسط معلقًا بين فوضى كارثية تتجاوز جغرافيا النزاع، أو نظام جديد يُرسم بالحوار لا بالنار.

.jpeg)







