-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
د.رامي أبو زبيدة يكشف أسباب الفشل الأمني في عملية اغتيال "أحمد سرحان"
استنزاف كبير في قدرات الوحدات الخاصة الإسرائيلية..
د.رامي أبو زبيدة يكشف أسباب الفشل الأمني في عملية اغتيال "أحمد سرحان"
-
19 مايو 2025, 10:52:09 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الشهيد القائد أحمد سرحان
كتبت: ليلى سليم
أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين استشهاد القائد الميداني البارز أحمد كامل سرحان، مسؤول العمل الخاص في الألوية بقطاع غزة، إثر عملية اغتيال نفذتها قوة إسرائيلية خاصة فجر اليوم في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع.
وأكدت الألوية أن الشهيد سرحان خاض اشتباكًا مسلحًا بطوليًا داخل منزله، قبل أن تُقدِم القوة المتسللة على إعدامه ميدانيًا، بعد فشلها في تنفيذ عملية اعتقاله.
وأشارت إلى أن محاولة الاحتلال كانت تهدف لاعتقال القائد سرحان وانتزاع معلومات منه حول ملف الأسرى.
تعليقا على ذلك قال د. رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات الباحث بالشأن العسكري والامني الفلسطيني، أن الفشل الأمني في عملية التسلل يعود إلى انكشاف عنصر المفاجأة، وهو الركيزة الأساسية في عمل الوحدات الخاصة، خاصة المستعربين. فالعملية استندت إلى تنكر معقد وتمويه محكم (باص نازحين، لباس نسائي، توقيت بعد إخلاء مناطق)، مما يعني أن التخطيط كان يعتمد على فرضية أن البيئة ستكون مخترقة بالكامل وهادئة أمنيًا.
لكن انكشاف القوة والاشتباك خلال دقائق يدل على أحد احتمالين:
1. رصد استخباري مسبق من فصائل المقاومة وتحضير لكمين مضاد.
2. أو خطأ تكتيكي من القوة المنفذة أدى إلى كشفها (كفعل مشبوه، أو سلوك أمني فاشل)
الانسحاب تحت غطاء ناري كثيف يدل على ارتباك ميداني وفقدان السيطرة على مجريات العملية، ما يشير إلى فشل عملياتي منظومي يشمل التخطيط، التمويه، والتنفيذ.
وعن سؤال وجود فشل استخباري بالأمر، لأنه لو كان الشاب أحمد سرحان الذي استشهد خلال الاشتباك الهدف، كان يمكن قصفه كما هو معتاد. ربما القضية مرتبطة بملف الأسرى.. ما دلالة الفشل؟
يجيب أبو زبيدة،الفرضية المنطقية تقول: إذا كان الهدف التصفية، فالخيار الجوي هو الأسهل والأقل مخاطرة. لكن استخدام وحدة مستعربين يدل على أن الاحتلال أراد سرحان حيًا، إما لانتزاع معلومات منه تتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين أو البنية العملياتية لغرفة قيادة المقاومة.
هنا يظهر الفشل الاستخباري من ناحيتين:
1. سوء تقدير أمني لشكل التواجد أو الرد المحتمل من المقاومة، خاصة أن القوة لم تصمد سوى دقائق.
2. عدم دقة في المعلومات حول ظروف الهدف (هل كان بمفرده؟ هل كانت هناك حماية؟).
هذا الفشل له دلالات استراتيجية، إذ يكشف عن تآكل قدرة الاحتلال على العمل الاستخباري الميداني العميق داخل القطاع، خصوصًا بعد شهور من الحرب وعمليات الاستنزاف ضد وحداته الخاصة.
وعن استخدام طفل وأمه اعتقلوا خلال الانسحاب كدروع بشرية، قال رئيس تحرير 180 تحقيقات، أن استخدام المرأة والطفل، سواء عن قصد أو كنتيجة لاعتقالهم خلال الاشتباك، كـ"دروع بشرية" خلال الانسحاب، يعكس أمرين:
1. حالة ارتباك وخوف لدى القوة المنفذة من التعرض للإبادة أثناء الانسحاب. وجود رهائن من العائلة المستهدفة قد وفر لهم "حصانة نسبية" من إطلاق نار المقاومة.
2. سلوك عملياتي مخالف لقواعد الاشتباك الدولية ويُصنف ضمن جرائم الحرب، لأنه يستغل المدنيين لتأمين انسحاب قوة عسكرية.
عسكريًا، هذا التصرف يشير إلى أن الاحتلال لم يكن يملك خطة بديلة محكمة للخروج في حال الفشل، فاضطر لاستخدام المدنيين كوسيلة ضغط ميداني لتأمين حياة عناصره.
كما أنه يعكس استنزافًا كبيرًا في قدرات الوحدات الخاصة الإسرائيلية، التي أصبحت تعتمد على تكتيكات ضعيفة أخلاقيًا وعملياتيًا للحفاظ على نفسها من الخسائر.





