-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
د. إياد القرا يكتب: ما بين الضغط والمناورة تسير حماس… لعبة إسرائيل بالدم والمفاوضات
هل هناك صفقة فعلًا؟
د. إياد القرا يكتب: ما بين الضغط والمناورة تسير حماس… لعبة إسرائيل بالدم والمفاوضات
-
23 يوليو 2025, 1:22:39 م
-
431
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
تروّج وسائل الإعلام العبرية لرواية مفادها أن الاحتلال الإسرائيلي ينتظر ردّ حماس على المقترحات، وكأن إسرائيل في موقع المتفرج، بينما تواصل قصف غزة وقتل المدنيين.
إنها لعبة دم حقيقية، تُمارس بعناية إسرائيلية: تواصل الإبادة، ثم تتذرّع بأنها “بانتظار رد حماس”، في محاولة لقلب الحقائق وتبرير استمرار العدوان أمام العالم.
الردّ الفلسطيني، على المقترح المعدّل للمبادرة الأميركية الثالثة، في غالبه استجابة إيجابية.
إلا أن التفاصيل هي الأهم، فالمحتل لا يريد صفقة تحقق للفلسطينيين إنجازًا، بل يسعى إلى تفريغ أي اتفاق من مضمونه وتحويله إلى وثيقة استسلام.
في ملف خرائط الانسحاب، خلق الاحتلال أزمة مفتعلة ورفع سقف مطالبه حول المناطق التي ستنسحب منها قواته، مستغلًا الملف لكسب الوقت، خاصة مع اقتراب نهاية شهر يوليو، وبداية إجازة الكنيست الصيفية.
هذه “الخرائط” ليست سوى أسماء لمعابر ومحاور مثل موراج، مغين، فيلادلفيا، نتساريم، لكنها تمثل عمليًا مناطق سكنية تهم عشرات الالاف الفلسطينين.
والمخطط الإسرائيلي لا يتوقف عند طرح الشروط، بل يُنفذ ميدانيًا عبر مسح المناطق المختلف عليها شرق رفح وخانيونس، والشجاعية، وبيت حانون، حتى إذا تم الاتفاق لاحقًا، تكون الوقائع قد فُرضت، ويصبح الردّ الفلسطيني فارغًا من أي تأثير حقيقي.
وفي ملف المساعدات الإنسانية، تحاول إسرائيل تحويل هذا الملف إلى ورقة تجميلية بمساعدة بعض الأطراف العربية والدولية.
أما في ملف صفقة تبادل الأسرى، الاحتلال يسعى لتحييد المعايير التي المتفق عليها سابقًا، ليحوّل الصفقة إلى تكرار للسوابق وبما يفرغ الصفقة من مضمونها، ويقود لاحقًا إلى مطالبة الفلسطينيين بتسليم الأسرى دون مقابل.
ويبقى السؤال المطروح بقوة: هل هناك صفقة فعلًا؟
الإجابة: نعم، إمكانية الصفقة لا تزال قائمة، وقد يكون الفرصة الأقرب.
لكن الوصول إليها مرهون بتقاطع وزيادة الضغط لعدة عوامل: أولها، الضغط الدولي بسبب المجاعة وتفاقم الوضع الإنساني، وثانيها، حسابات نتنياهو السياسية، التي ما زالت تمنع اتخاذ قرار حاسم.
وتدرك الإدارة الأميركية هذه التعقيدات، لذا تحاول الدفع نحو اتفاق، كي تظهر لاحقًا بمظهر “المنقذ”، خاصة مع اقتراب زيارة وصفوه بـ”رسول الصفقة”، وتكفوف، الذي يحبه ترامب حتى الان.
الخلاصة:
الذهاب إلى اتفاق لا يزال قائمًا، لكنّه محفوف بلعبة مزدوجة: دمٌ يسيل على الأرض، ومناورات تُحاك في الغرف المغلقة بين واشنطن وتل ابيب.









