-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: سبعة حروب وتمزيق أمة
سقوط أوهام التسوية وصعود الكفاح المسلح
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: سبعة حروب وتمزيق أمة
-
4 أغسطس 2025, 6:05:18 م
-
413
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
أي حرب دائمة وسلام دائم؟!، لسبعة حروب وفق الأدبيات الإسرائيلية باتفاق إبراهيمي أوحد حرص عليه الشعبوي الأمريكي الرئيس ترمب متضمنة لعدة دول ليست مُستعدة للتطبيع قبل قيام دولة فلسطينية التي تتخذ منها قاعدة مصيرية وأولوية لأهم قضية عربية، وأولها المملكة العربية السعودية، فدولة الاحتلال تتحدث عن خوضها سبع حروب على سبع جبهات في آنٍ واحدٍ، وهي من فتحت تلك الجبهات بمساندة أمريكية أوربية عجزت عن لملمة جراح الخيبة والهزيمة لهم جميعاً منذ انطلاق "طوفان الأقصى "السابع من أكتوبر الغزاوية، وبالتالي حين تصبح التسوية على أساس "حل الدولتين" مهمة مُستحيلة في نظر "نتن-ياهو" وحكومته، فإن الكفاح المسلح هو سيد الميدان ويفرض نفسه كمهمة حتمية، بدليل أن بعض هذه الحروب لم يتوقف منذ عقود، وبعضها دار في الخفاء لأعوام في غزة ولبنان وسوريا التي احتلت ربعها إسرائيل وصواريخ الحوثيين التي تُرعبهم حتى الملاحة البحرية لم تأمن منهم، وصولاً لضرب إيران جوياً، في عملية حملت توقيع "مبدأ بيغن"،
وشملت اغتيالات ودماراً واسعاً للبني العسكرية. فالدرس، حسب الشاباك هو أنه لا يمكن السماح للعدو بالتسلح وتعزيز قواته عبر الحدود، لأي دولة كانت وصفها وفق زعمهم الإنجيل، وهو تهديد يجب محوه بكل قوة على حساب السلام والأبرياء من خلال تنفيذ هجوم مضاد مبكر ضمن معارك وقائية فاشلة، تجعل مستقبل الأوضاع ضبابياً على امتداد الإقليم، متجاهلة الأسباب العميقة لجوهر المشكلة في الصراع الفلسطيني.
الأدهى تلك اللعبة المزدوجة بعنوان "السلام الدائم" بمباركة أمريكية ترامبية، تجبر رؤساء الدول على التوقيع عليها لحصوله جائزة السلام، أولهم "نتن ياهو"، لكن هناك شرفاء لا يساومون بالدوم الفلسطيني حتى الأفارقة، بهدف أحمق وهو حماية تخوم السلطة الدينية ونظامها قتالاً وتفاوضاً، لا خوضاً لحروب تفرض على الدولة العبرية تراجعاً عن أحلامها الاحتلالية الجشعة لأراضينا العربية، فهي لا تبحث عن حلول نهائية تقف على أرض صلبة، مهما كلفتها ثروات كحرب رأس "المحور"، كانت كلفتها اليومية أكثر من 350 مليون دولار، دون جدوى، رغم توافق المجتمع الدولي بضرورة العودة إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وقديم مبادرات عربية كالذي سيعقد نهاية الشهر الجاري برعاية السعودية وفرنسا.
إن "السلام الإبراهيمي" ليس السلام الدائم الذي وافقت عليه القمة العربية في بيروت عام 2002، وهو ما يناقض الحرب الدائمة التوسعية لأراضي عربية بحجج واهية، كحرب الجبهة السورية. بحجة مكافحة الوجود الإيراني وميليشياته، حتى باتت إسرائيل على مقربة من دمشق وفي جبل الشيخ، وما العراق منها ببعيد فقد سالت دمائه من قبل ضد بحجة ميليشيات "الحشد الشعبي"، فدمرتا إسرائيل – أميركا الدولة ومقدراتها للآن. فلا مفاوضات رغم حرب الأيام الـ12 الإيرانية، وحروب طوفان الأقصى ذات العامين وأكثر، لكن مع بلوغ طهران أضعف حالاتها، باتت الفرصة مهيأة لاتفاق إقليمي يعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط.
إن ترمب ليس من النوع الذي يدقق في الأمور المعقدة، كونهُ إداري على طريقة اللعبة الإعلامية وعلى قاعدة (إذا لم تستحي ففعل ما شئت)، مطالباً بحقة في جائزة السلام الواهن، وكأنه أشبه بأن يرشح بطل المافيا شخصاً لجائزة "عدم انتهاك القوانين".. وهو واقع أليم فى سياسة البيت الأغبر، وفق كتاب جيمس بينيوفوزيك: "مشاهدو شخص واحد، ترامب، تلفزيون وتمزيق أمة" كان "صناعة تلفزيونية، عالمه التلفزيون ولديه موهبة الارتجال ونقاشات برنامج أبرانتس المبنية على الإقصاء صارت نقاش ترمب الرئيس".
إنها مفارقة فاضحة، رشح بنيامين نتنياهو، المتهم بإبادة أبرياء غزة، والعرب لنيل جائزة نوبل للسلام، بعد أسابيع فقط من شنّه ضربات جوية على إيران، وتدمير شرق أوسط مُسالم، إنها مهذلة التاريخ والمحتمع الدولي لترشيح رجل يقود حرباً دامية ورئيس يستخدم القنابل كأداة دبلوماسية يجسّد عبثية غير مسبوقة في مشهد السلام العالمي..
وأخيراً: من الأفضل أن تقاتل حين يكون لك حظ صغير من أن تقاتل حين لا يكون لديك حظ أبداً، كما قال تشرشل.







