-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
خلافات متفاقمة: زامير يهدد بالاستقالة إذا فشلت صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار
خلافات متفاقمة: زامير يهدد بالاستقالة إذا فشلت صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار
-
2 أغسطس 2025, 8:23:43 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، مساء الجمعة، إن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، يدرس ترك منصبه في حال فشل المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، في ظل أزمة متصاعدة بينه وبين المستوى السياسي، يتصدره رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
شرخ عميق داخل القيادة
وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن الأزمة بين زامير والقيادة السياسية في تل أبيب أعمق من مجرد تصريحات متوترة أو مشادات في اجتماعات الكابينيت، وهي قد تتفاقم إلى حدّ استقالة رئيس الأركان نفسه، إذا لم تُحقق انفراجة حقيقية في ملف المفاوضات مع حماس.
وقالت الصحيفة إن "التوصل إلى صفقة أسرى من شأنه أن يُخفف مؤقتًا من حدة الخلاف"، أما في حال استمرار الجمود، فإن زامير قد يجد نفسه مضطرًا لاتخاذ قرار نهائي بشأن بقائه في منصبه.
وأشارت إلى أن الأوساط العسكرية تنتظر وضوح المسار السياسي والعسكري: هل تمضي إسرائيل نحو صفقة وقف إطلاق نار؟ أم نحو احتلال جزئي؟ أم تكتفي بإعادة التمركز الدفاعي؟، لكنها لفتت إلى أن نتنياهو، كعادته، قد يختار "عدم اتخاذ قرار" على الإطلاق، ما يترك المؤسسة العسكرية في حالة فراغ استراتيجي.
خطة عسكرية معدّلة
في هذا السياق، استعرض زامير مؤخرًا أمام وزراء الكابينيت خطة معدّلة لاستكمال الحرب، تقوم على تقليص حجم القوات المنتشرة في غزة، والتمركز في خطوط دفاعية تتيح عمليات مداهمة محددة وضربات دقيقة ضد مواقع حماس، مع فرض حصار مشدد على مداخل القطاع من جميع الجهات (البرية والبحرية)، وفق ما نشره موقع "واينت".
الخطة تعكس تحوّلًا نحو تكتيك الاستنزاف المحدود، بعد فشل عملية "عربات جدعون" في تحقيق الحسم الميداني الكامل، وذلك تحت ضغط الخسائر البشرية والسياسية، واستمرار التدهور في سمعة إسرائيل الدولية.
زامير في غزة: تقييم ميداني وتصعيد ناعم
زامير قام يوم الجمعة بجولة ميدانية داخل غزة، التقى خلالها بقادة المنطقة الجنوبية والفرقة 162 وألوية أخرى، وقال خلال الزيارة:
"سنُدرك خلال الأيام المقبلة ما إذا كنا سنتوصل إلى صفقة جزئية للإفراج عن مختطفين. وإن لم يحدث ذلك، فالقتال سيستمر دون هدنة".
وأشاد بما وصفه بـ"الإنجازات غير المسبوقة" التي حققتها قواته ضمن عملية "عربات جدعون"، مؤكدًا أنهم نجحوا في ضرب بنى حماس فوق الأرض وتحتها، كما وعد بتكييف العمليات القادمة وفقًا للمعطيات، والاعتماد على الاستخبارات والضربات الدقيقة لتقليل الخسائر وتقويض قدرات المقاومة.
نفي مسؤولية الحرب والمجاعة.. وتبرئة الذات
في جانبٍ لافت من تصريحاته، هاجم زامير ما وصفه بـ"الحملة الكاذبة" بشأن استخدام المجاعة كسلاح في غزة، قائلًا إنها "محاولة منسقة لتشويه صورة الجيش واتهامه بجرائم حرب". وزعم أن حماس هي المسؤولة الوحيدة عن معاناة السكان، مضيفًا أن جيشه "يعمل بمسؤولية وأخلاق وفقًا لقيم الجيش والقانون الدولي".
تصريحاته هذه تتناقض مع عشرات التقارير الدولية، بما في ذلك تحذيرات خبراء في مجال الصحة والغذاء من وقوع مجاعة شاملة في القطاع، ووفاة مئات الفلسطينيين جراء سياسة التجويع الممنهج التي تنفذها إسرائيل بدعم أمريكي وصمت أوروبي فاضح.
أزمة سياسية-عسكرية مفتوحة
يأتي هذا التوتر في قيادة الاحتلال وسط جمود سياسي داخلي، وضغوط خارجية هائلة لوقف العدوان على غزة، وفي ظل انهيار تفاوضي متسارع بين إسرائيل وحماس. وبينما يواصل نتنياهو مراوغاته للحفاظ على تحالفه مع أقصى اليمين المتطرف، يجد الجيش نفسه أمام معادلة معقدة: استمرار الحرب يفاقم الاستنزاف والخسائر، والتراجع السياسي يهدد قيادة المؤسسة العسكرية نفسها.
ومع تصاعد الخلافات حول "المرحلة التالية" من الحرب، يبدو أن الجيش الإسرائيلي لم ينجُ فقط من فشل الحسم العسكري، بل بات يواجه معركة داخلية على مستوى القرار والبقاء القيادي.






