-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
جفاف غير مسبوق في إيران.. وخبير يتهم أمريكا وإسرائيل بـ"التلاعب في الطقس"
جفاف غير مسبوق في إيران.. وخبير يتهم أمريكا وإسرائيل بـ"التلاعب في الطقس"
-
2 أغسطس 2025, 8:08:01 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
تشهد إيران واحدة من أسوأ أزماتها المائية في التاريخ الحديث، حيث أعلنت وكالة الأنباء الألمانية (DPA) الأسبوع الماضي أن البلاد تواجه أزمة مياه حادة في 20 من أصل 31 محافظة، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع خلال الأسابيع المقبلة.
وبحسب التقارير، يُتوقع أن يجف أحد أكبر خزانات المياه في إيران تمامًا خلال أربعة أسابيع فقط، في وقت انخفضت فيه سعة سبعة خزانات استراتيجية في مختلف أنحاء البلاد إلى أقل من 10% من طاقتها الاستيعابية. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نحو 80% من الخزانات باتت شبه فارغة، ما ينذر بانهيار وشيك للبنية التحتية المائية في عدد من الأقاليم.
تبعات الجفاف وسجال داخلي
في السياق ذاته، أقر الرئيس الإيراني مسعود بازاشكيان بأن الجفاف في البلاد مستمر منذ سنوات، لكنه حمّل المسؤولية المباشرة للحكومة السابقة برئاسة إبراهيم رئيسي، مشيرًا إلى أنها تجاهلت المؤشرات المتزايدة للأزمة، ولم تتخذ الإجراءات الضرورية للحد من تفاقمها.
اتهامات بـ"تلاعب مناخي"
غير أن المثير في المشهد جاء من تصريحات خبير الموارد المائية الإيراني محسن أربابيان، الذي فجر جدلًا واسعًا خلال مقابلة بثتها قناة ميمري (الناطقة بالفارسية وتتبع معهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط ومقره واشنطن)، عندما اتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بالتسبب المتعمّد في الجفاف الذي يضرب إيران.
وقال أربابيان خلال المقابلة:
"إسرائيل والولايات المتحدة، اللتان تمتلكان القدرة على التحكم في الطقس، قامتا تدريجيا وعلى مدى أربعين عامًا، بدفع السحب بعيدًا عن إيران، ما تسبب في حرمان البلاد من الأمطار اللازمة".
وأوضح الخبير الإيراني أن صور الأقمار الصناعية تُظهر – بحسب قوله – تحول مسارات السحب القادمة من البحر الأبيض المتوسط، والتي كان من المفترض أن تمر فوق الأراضي الإيرانية. وأضاف:
"لا يهمّني من يقول إن هذا تحرك طبيعي، فأنا أقول بكل ثقة إنه ليس كذلك. في حين تمتلئ بحيرة فان في تركيا بالمياه، فإن بحيرة أرومية في إيران قد جفّت".
وفي ردّه على سؤال حول ما توضحه صور الأقمار الصناعية، قال أربابيان إن "السحب التي تأتي من البحر الأبيض المتوسط وتتجه عادة نحو إيران، بدأت تتحرك تدريجيا نحو تركيا، وأذربيجان، وأرمينيا، بدلًا من المرور عبر الأراضي الإيرانية".
أزمة مائية حقيقية.. في سياق سياسي مشحون
رغم غرابة الاتهامات الموجهة من أربابيان، فإن الواقع المائي في إيران يزداد قتامة، وسط تراجع معدلات الأمطار السنوية، واستنزاف الموارد الجوفية، وسوء التخطيط المائي، بالإضافة إلى التغيرات المناخية الإقليمية. ويأتي ذلك في ظل سجال داخلي متصاعد حول دور الحكومات المتعاقبة في تفاقم الأزمة، مقابل تصاعد الخطاب الذي يُحمّل أطرافًا خارجية مسؤولية الظواهر المناخية.
وفي حين لم يصدر تعليق رسمي من واشنطن أو تل أبيب بشأن هذه التصريحات، فإنها تندرج ضمن سلسلة من الادعاءات التي سبق أن أطلقها مسؤولون إيرانيون حول "حرب مناخية" تُمارس ضد الجمهورية الإسلامية.
وتبقى أزمة المياه في إيران – سواء كانت نتيجة عوامل داخلية أو مؤامرات خارجية كما يُروّج البعض – واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البلاد، في ظل تفاقم آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على نحو غير مسبوق.






